نعى زعماء ورؤساء العالم، الزعيم الكوبي، فيدال كاسترو، الذي توفي أول أمس عن 90 عاما، حسبما أعلن شقيقه الرئيس الحالي راؤول، ولنحو 50 عاما، ظلت كوبا بقيادة كاسترو، تجابه غطرسة الإمبريالية المجنونة، حيث تحدت الولاياتالمتحدة لعقود، معيدا كوبا لشعبها، كما حافظ على ثورة شيوعية في بلاده التي تبعد أقل من 90 ميلا قبالة سواحل فلوريدا. وكان زعماء أمريكا اللاتينية أول من نعى الزعيم الراحل حيث وصف الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو الزعيم الثوري الراحل بأنه أحد أبرز رموز القرن العشرين وصديق للمكسيك، بينما قال سلفادور سانشيز، زعيم السلفادور، إنه فقد رفيقا أبديا. ومن جهته، حث الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، بلده على استكمال مسيرة كاسترو وحمل علم الاستقلال الذي كان يرفعه وتعد فنزويلا الحليف الأساسي لكوبا في المنطقة. كما أشاد الزعيم السوفيتي الأسبق، ميخائيل غورباتشوف، بتحدي كاسترو للعقوبات الأمريكية، قائلا إنه وضع كوبا على مسار التنمية المستقلة. وفي روسيا، وصف الرئيس، فلاديمير بوتين، الزعيم الكوبي الراحل بأنه رمز عصر، وصديق مخلص وجدير بالثقة لموسكو. وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن كاسترو جسد الثورة الكوبية بآمالها وإحباطاتها. وقال البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، إن وفاة كاسترو الذي التقى به عندما زار كوبا العام الماضي خبر حزين وأعرب عن أسفه لذلك. وفي الولاياتالمتحدة، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن التاريخ سيذكر كاسترو بأثره الضخم الذي تركه. وفي الهند، التي كانت حليفا لكوبا في حركة عدم الانحياز، أعرب الرئيس براناب مخرجي عن المواساة في وفاة كاسترو، واصفا الزعيم الكوبي الراحل بأنه صديق الهند الحميم. أما رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، فقال إن كاسترو دافع عن حرية المقموعين في أنحاء العالم. في المقابل، شهدت مدينة مياميالأمريكية، حيث يوجد مجتمع كوبي كبير، بعض الاحتفالات. وقال رامون ساول سانشيز، زعيم الحركة الديمقراطية، وهي أبرز جماعات المعارضة الكوبية في المنفى، إنه يأسف لأن وفاة الرجل الذي وصفه بالطاغية لن تؤدي إلى حصول الناس في كوبا على الحرية. بدوره، قال اورلاندو غوتيريز، من منظمة الإدارة الكوبية الديمقراطية، إن كاسترو أسس نظاما شموليا ضاريا، اضطُهد فيه الناس لأقل ابتعاد عن الخط الرسمي للدولة. الرئيس الصيني: زعيم خالد من عظماء العصر أكد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أن الزعيم الكوبي الراحل، فيدال كاسترو، كان رجلا من عظماء هذا العصر وانه سيبقى في أذهان الجماهير. وبعث الرئيس الصيني برسالة تعزية إلى الرئيس الكوبي راؤول كاسترو قال فيها ان التاريخ والشعوب سيذكرون فيدال كاسترو وإنجازاته العظيمة، واصفا إياه بأنه قامة عظيمة في عصرنا . وبعدما قدم الرئيس الصيني تعازيه باسم الحكومة والشعب الصيني لعائلة الرفيق فيدل كاسترو، أوضح أن الرئيس الراحل، زعيم الحركة الاشتراكية في كوبا، كان قائدا عظيما للشعب الكوبي حيث كرس كل حياته لخدمة قضية الشعب الكوبي وكفاحه من أجل التحرر الوطني والحفاظ على سيادة الدولة وبناء الاشتراكية. وأضاف الرئيس شي، ان الزعيم الكوبي الراحل قام أيضا بإسهامات تاريخية خالدة في تطوير الحركة الاشتراكية العالمية وكرس حياته للصداقة بين الصينوكوبا. الصحراء الغربية تنعي كاسترو قدّم وزير الخارجية الصحراوي، محمد السالم ولد السالك، أمس، تعازي الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية لكوبا إثر فقدانها للمناضل العالمي والزعيم فيدال كاسترو. وقال عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو ووزير الخارجية الصحراوي، خلال ندوة صحفية نشطها أمس بمقر سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر، أن البشرية بفقدان فيدال كاسترو تفقد رمزا قدم الكثير للعالم ولبلده كوبا التي جعلها بلدا متعلما شبه خال من الأمية يعيش فيها المواطنون على قدم المساواة في الواجبات والحقوق. وأشار بهذا الخصوص إلى أن معدلات التنمية في كوبا، وفق تقارير الأممالمتحدة، خاصة في ميادين التعليم والصحة والتنمية البشرية هي من أعلى المستويات في العالم. وأكد الوزير الصحراوي أن الزعيم الراحل فيدال كاسترو، على غرار كل شهداء الثورة التحريرية الجزائرية والشهيد الصحراوي مصطفى الولي والزعيم المناهض للعنصرية نيلسون مانديلا وغيرهم من زعماء حركات التحرير عبر العالم، يعد فقدانه خسارة كبيرة خاصة وأنه رجل طبع تاريخ البشرية في القرن ال20 وال21 بمواقف سجلها له التاريخ إلى جانب القضايا العادلة بغض النظر عن المعتقدات الفلسفية والدينية. وأبرز ولد السالك، أن فيدال كاستور رجل عظيم ساند الشعب الصحراوي كما ساند كل القضايا العادلة الإفريقية والعربية منها وكذلك في أمريكا اللاتينية وطالب إلى جانب الرئيس الراحل، هواري بومدين، في الجزائر بإقامة نظام عالمي جديد تكون فيه المساواة والتبادل على أساس المصلحة المشتركة بين الدول و الشعوب. كما أشار إلى أن كوبا كانت أول دولة قامت بمجهودات كبيرة في مساندة ودعم القارة الإفريقية ضد الأوبئة والأمراض، مشيرا إلى الجهود التي بذلها الأطباء الكوبيين في مكافحة مرض الإيبولا وذلك قبل منظمة الاممالمتحدة أو أي دولة أخرى. وكان الرئيس الكوبي الذي خلف فيدال كاسترو في السلطة عام 2006، قد أعلن في وقت سابق أن القائد الأعلى للثورة الكوبية توفي عن عمر 90 عاما. وكان الزعيم الكوبي فيديل كاسترو قد تسلم مقاليد الحكم في بلاده منذ العام 1959 عقب الإطاحة بحكومة فولغينسيو باتيستا بثورة عسكرية، قبل أن يسلم السلطة لشقيقه راؤول في 2006 بعد مرضه. وفي أفريل 2011، تخلى عن آخر مسؤولياته الرسمية بصفته السكرتير الأول للحزب الشيوعي الكوبي لشقيقه راوول، المسؤول الثاني في الحزب منذ تأسيسه في 1965.