عبّر رئيس جمعية إيدز تضامن ، حسن بوفنيسة، وعضو باللجنة الوطنية لمكافحة السيدا في حواره ل السياسي ، عن أسفه للذهنيات السائدة ونظرة المجتمع للفئات المصابة ب السيدا بالجزائر، معترفا بصعوبة الولوج إلى هذه الأوساط. وأكد أن الجمعيات الناشطة في مجال التضامن مع المصابين ب السيدا ومكافحة هذا الداء لا تتوفر على التقنيات اللازمة لجذب الفئات الهشة نحوها، وحثها على الكشف المبكر عن الداء قبل استفحاله من خلال انتشار العدوى. بداية هلا عرفتنا بجمعية إيدز تضامن ؟ جمعية إيدز تضامن هي جمعية مختصة في مكافحة الآفات الاجتماعية و الإيدز ، تأسّست في سنة 2000 وتهتم بالوقاية الجوارية لأوساط المجتمع وللمتعايشين ب الإيدز ، وتضم حوالي 800 منخرط والطاقم الطبي والإداريين ومختصين قانونيين وطلبة، وتهدف إلى تقديم الوقاية للمجتمع وتقديم الدعم السيكو اجتماعي للمصابين. وهل من نشاطات خاصة لمكافحة هذا الداء؟ ننظم الحملات التوعوية والتحسيسية بمختلف الطرق وعن طريق المحاضرات واللقاءات المباشرة بالطلبة بالجامعات ودور الشباب ومراكز التكوين، وننظم الحملات التحسيسية، الوطنية بالشراكة مع المؤسسات العمومية، وننظم الخرجات الميدانية والدورية، ونتكفل بسيكواجتماعيا للمتعايشين ولحاملي الفيروس، وذلك عن طريق المختصين النفسانيين ونقدم الدعم المعنوي والاجتماعي لعائلات المصابين والمصابين في المناسبات، على غرار تقديم الإعانات العينية في المناسبات، على غرار قفة رمضان والأعياد والدخول المدرسي، وننظم الخرجات الترفيهية والسياحية للمصابين والمعوزين، ونقوم بزيارة المستشفيات ونقدم دروس الدعم للمصابين. على غرار ما سبق، هل من نشاطات أخرى تذكر؟ خلال اليوم العربي لحقوق الإنسان الموافق ليوم 16 مارس، قمنا بإحياء المناسبة المنظمة من طرف المديرية العامة للأمن الوطني وتحت إشراف اللواء المدير العام للأمن الوطني، أين تم تكريم عدد من رؤساء الجمعيات، وخلال شهر رمضان المبارك، نظمنا الاعمال التضامنية، التطوعية بتوزيع المواد الغذائية على العائلات المعوزة وعائلات المصابين ب الإيدز ، وبمناسبة عيدي الفطر والاستقلال، نظم نادي ابتسامة الطفل للجمعية زيارات لصالح الأطفال بالمستشفيات للاحتفال معهم وتوزيع الهدايا عليهم، وفي إطار تنفيذ برنامج الحملة الوقائية ضد الإيدز الموجهة للشباب لسنة 2016، نظمنا يوما إعلاميا، وقائيا يوم 18 أكتوبر بدائرة فرندة من طرف المكتب الولائي لجمعية إيدز تضامن لتيارت، بدعم من وزارة الشباب والرياضة والجمعيات المنخرطة في مكافحة الآفات الاجتماعية والذي يندرج ضمن السياق العالمي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز ، وفق أهداف المخطط الإستراتيجي، الوطني وتوصيات منظمة الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز ، وفي 24 نوفمبر 2016 بالتنسيق بين ديوان مؤسسات الشباب لولاية ڤالمة والجمعية الوطنية للوقاية ومكافحة مرض السيدا ، إيدز تضامن ، نظمنا يوما دراسيا حول مرض فقدان المناعة بدار الشباب صالح بوبنيدر ، وبمناسبة اليوم العالمي للصحة، نظمنا دورة في كرة القدم تهدف إلى ترقية الصحة الشبانية ومكافحة الآفات الاجتماعية بولاية تيبازة، بدعم من وزارة الشباب والرياضة ومديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، شارك فيها 30 شابا من الفئة العمرية 16 إلى 22 سنة من عدة أحياء بالعاصمة منها: باب الوادي، بوزريعة، أولاد فايت، كما شارك في الدورة فوج من الكشافة الإسلامية لبلدية السحاولة، وتضمنت هذه الدورة خرجة ترفيهية، توعوية لفائدة الشباب، ونظمنا مؤخرا الورشة النموذجية حول مفهوم العنف والمواطنة عند الأطفال تحت إشراف الدكتور طويبية، خبير في الصحة العمومية ومختص في التكوين ومحام، وتم تأطير 40 طفلا كمرحلة أولى، في إطار تجسيد برنامج الحملة للقضاء على العنف بإشراف مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية الجزائر وبالتنسيق مع مدرسة أولاد فايت. هذه هي الفئات العمرية الأكثر تعرضا للفيروس حسب رأيكم، بكم يقدر عدد المصابين بهذا الفيروس بالجزائر؟ تشير الإحصائيات، حسب المخبر المرجعي لمعهد باستور، إلى تسجيل10 آلاف حالة إصابة منذ 1985 أي منذ ظهور الفيروس إلى غاية سنة 2016، وهو عدد نسبي ويمكن أن يكون أكثر بكثير، لأن هناك حالات غير مصرح وغير مبلغ عنها. ما هي الفئات العمرية الأكثر إصابة بالفيروس؟ الفئات العمرية المستهدفة هي الفئة الأقل من 45 سنة، حيث تعتبر هذه الفئة فئة شبابية وتكثر فيها العلاقات الجنسية غير الشرعية ما يصيبهم تلقائيا بالداء. وقد سجل أكبر عدد من هذه الإصابات، حسب إحصائيات المخبر الوطني، المرجعي، لدى الفئة العمرية 35 -39 سنة ب298 إصابة، متبوعة بالفئة العمرية 30-34 سنة ب269 حالة، ثم الشريحة العمرية 25-29 سنة ب238 حالة. وبخصوص طرق انتقال العدوى بالفيروس، تأتي العلاقات الجنسية في المقدمة ب832 حالة، تليها طرق مجهولة ب623 حالة، ثم استعمال الحقن من طرف المدمنين على المخدرات ب105 حالات. وماذا بخصوص انتقال العدوى بالفيروس عن طريق نقل الدم؟ هناك حالات أصيبت بنقل العدوى عن طريق نقل الدم، لكن لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد المصابين المصرح بهم. هناك عدة أمهات مصابات بهذا الفيروس، كم من مولود جديد سليم ناتج عن هؤلاء الأمهات؟ لا يوجد إحصاء دقيق حول المواليد غير الحاملين للفيروس من أمهات مصابات، ولكن نستطيع القول بأن هناك احتمالية أن 95 بالمائة من الأمهات الحاملات للفيروس تنجبن أطفالا غير مصابين، وذلك بفضل العلاج والمتابعة ووقاية المولود أثناء فترة حمل الأم. هل ترون أن الجزائر قد تتمكّن من القضاء على انتشار هذا الفيروس؟ ضمن الأهداف المسطرة من طرف الأممالمتحدة وبتضافر الجهود، يمكن أن تقلص عدد الإصابات والوقاية من الداء في 2030. هل من مشاريع تسعون لتحقيقها في الوقت الراهن؟ نسعى لتنظيم دورات تكوينية للشباب في مجال الوقاية والتحسيس بالداء، كما نسعى لتنظيم حملات تحسيسية بالجامعات ومراكز التكوين المهني، وسننظم الأيام التحسيسية والأبواب المفتوحة حول الإيدز من الفاتح ديسمبر إلى آخره بأغلب ولايات الوطن، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة والتضامن ودور الشباب ومديريات النشاط الاجتماعي، وستكون هناك فيديوهات ومحاضرات خاصة بمرض الإيدز . كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ يتوجب على المجتمع التحلي بالحس والوقاية وثقافة الحفاظ على الصحة، والوقاية هي إحدى أسباب الصحة، ومرض الإيدز متعلق بالسلوك وثقافة المجتمع، ومعا لنصنع وطنا بدون إيدز .