تفضّل العديد من العائلات التوجه نحو الأماكن الطبيعية لقضاء أحلى وأمتع الأوقات رفقة أبنائها، حيث تعد الغابات المحمية الملجأ الوحيد لعشاق الطبيعة التي تستقطب المواطنين من مختلف الفئات العمرية لشرائح المجتمع، حيث يسود السكون والهدوء فيها. وتعتبر غابة بوشاوي، غرب العاصمة، من بين أهم المحميات الطبيعية الخلابة التي تزخر بها بلادنا وتجذب الزوار من مختلف المناطق لقضاء أوقات جميلة بين المناظر الرائعة. غابة بوشاوي تستقطب العائلات وهواة الرياضة تتوفر غابة بوشاوي، غرب العاصمة، على مساحات شاسعة تجمع بين الأشجار المتنوعة والخيول وأماكن التسلية المخصصة للأطفال ومحلات الأكل السريع، إلى جانب توفر الأمن وموقف مجاني لركن السيارات، مما جعل منها قبلة حقيقية مفضّلة لدى العديد من المواطنين من هواة الطبيعة وعشاق السكون الذين يقصدونها من أجل البحث عن الراحة والهدوء وممارسة الرياضة وسط خضرة الطبيعة والهواء النقي، وهو ما لاحظته السياسي خلال تنقلها إلى الغابة، فأول ما لفت انتباهنا ونحن ندخل إلى الغابة هو جلوس العائلات في أماكن متفرقة تحت ظلال الأشجار في حين يفضّل البعض الآخر من المواطنين والعائلات ممارسة الرياضة في هذا المتنزه الرائع حيث كان العديد من الرياضيين يمارسون رياضتهم المختلفة بين رياضة الركض وممارسة الجيدو وغيرها من الرياضات التي تتلاءم مع هذا المكان، إلا انها وحسب العديد من المواطنين الذين التقينا بهم، لازالت تفتقر، بعض الشيء، لسبل النظافة التي تتدخل فيها يد الإنسان ويعد المسؤول الأول عنها حيث وقفنا على العديد من الفضلات وحاويات القمامة الممتلئة والمنتشرة في أماكن متفرقة بين المواطنين. ورغم تواجدها بمكان إستراتيجي ومنظر خلاب، تبقى النقائص تعكر صفوها وتحول بين راحة الزوار وقضاء أوقات طيبة بها وهو ما اشتكى منه العديد من الزوار. الخيول تزاحم الزوار في موائدهم اشتكى العديد من زوار غابة بوشاوي من لعب الخيول أمام طاولات العائلات، الأمر الذي شهد حدوث عدة حوادث، وهو الأمر الذي استاءت له العديد من العائلات مما دفع بالكثير من الزوار لأن يطالبوا بتخصيص أماكن خاصة للعب مع الخيول، وهو ما أعرب عنه جمال الذي قال: الزائر للغابة يلاحظ التواجد الكبير للخيول حيث تجذب الجميع هناك بألوانها المتعدّدة وبأحجام وأشكال مختلفة تجعل كافة الزوار يداعبونها أو يأخذون صورا معها، لاسيما الأطفال الذين تغمرهم السعادة عند رؤيتها وامتطائها. وتكلف جولة على ظهر حصان في الغابة ما قيمته 100 دج لمدة 5 إلى 10 دقائق و400 دج لمدة نصف ساعة، حسب أصحاب الأحصنة، وما أصبح يميز هذا الامر ان أصحاب الأحصنة يتركون أحصنتهم بشكل عشوائي غير ملتزمين بأماكن محدّدة، ما جعل الكثير من زائري الحديقة مستاؤون من هذا الامر، حيث أنها تقترب من الطاولات الخاصة بهم دون ان يقوم أصحابها بإيقافها ، ويتخوف الكثير من المواطنين ان يصاب أبناؤهم بخطر جراء عدم التحكم فيها خاصة وان غابة بوشاوي شهدت من قبل عدة حوادث تسبّبت فيها الخيل حيث تقول أمينة، وهي تقصد الحديقة هي وزوجها وبناتها، أنها تعودت على زيارة الغابة خلال العطل الأسبوعية والموسمية حيث يقومون بأخذ غدائهم ويفترشون الأرض ويقضون جل اليوم، ليضيف محمد ان أصحاب الأحصنة يهتمون بالربح السريع فقط ولا يحترمون الغير، فأينما وجدوا تجمعا للناس، توجهوا إليهم ومع تدافع الأطفال خاصة لشراء التذكرة، يترك الرجل خيله لوحده مما قد يتسبّب في عدة أخطار. وفي خضم هذا الواقع الذي تشهده غابة بوشاوي، يطالب العديد من الزوار بتدخل المسؤولين بالغابة لاتخاذ الإجراءات اللازمة وتخصيص مساحة خاصة بالخيول، وهو ما أعرب عنه كمال الذي كان رفقة عائلته بالغابة حيث قال: إن الأخطار الناجمة عن الحوادث التي تتسبّب فيها الخيول يلزم المعنيين بالتحرك وتخصيص مساحات محدّدة لهم، كي لا تتسبّب في حوادث، خاصة ان الكثير من زوار الغابة، خاصة الشباب، يستهويهم ركوب الخيل والتجول بها في الطبيعة . هذه هي أهم النقائص التي تعرفها غابة بوشاوي وما يشد انتباه الزائر لغابة بوشاوي، بغرب العاصمة، هو غياب دورات المياه بها، حيث يجد الزوار صعوبة في تخطي الأمر في حال رغبتهم في قضاء حاجتهم حيث أن المراحيض المتواجدة بها والتي هي بعدد الأصابع موصدة في وجه الزوار فيما تتواجد مراحيض أخرى محطمة ولا تصلح للاستعمال، لتحدثنا صفية في هذا الصدد بأنها معتادة على زيارة الغابة لتضيف بأن غياب المراحيض بها أمر مؤرق لتضيف أنها أثناء زيارتها الغابة رفقة عائلتها تواجه مشكل المراحيض لتضيف بأن الأمر يجعلهم يغادرون المكان مبكرا، وتعد غابة بوشاوي مقصد الرياضيين وهواة الرياضات الأخرى، إذ يفد إليها مئات الأشخاص خاصة أيام عطل الأسبوع لممارسة مختلف الرياضات، وهو ما أطلعنا عليه عمر ليقول في هذا الصدد أنه من قاصدي المكان لممارسة الرياضة والركض في الطبيعة، ليضيف بأن غياب المراحيض العمومية بها جعلني لا أزورها إلا نادرا ، ويدفع الأمر بالأغلبية إلى التوجه إلى أماكن أخرى مجاورة لقضاء الحاجة متكبدين عناء التنقل بسبب غياب هذا الهيكل الحيوي الذي يضمن الراحة للزوار والذي يعد من أعمدة المنتجعات السياحية والمتنزهات. المطاعم والمقاهي في خبر كان من جهته، يعرف هذا القطب السياحي الهام نقصا فادحا في المرافق الحيوية والتي من شأنها ضمان راحة أفضل لزواره والمتمثلة في المطاعم والمقاهي حيث يصطدم الزائرون، في كل مرة يفدون فيها إلى الغابة، بالنقص الفادح للمقاهي والمطاعم، ليقول لطفي في هذا الصدد انه يزور الغابة باستمرار وأنه لم يلحظ تحسنا في الخدمات يذكر ليضيف بأن غياب المطاعم والمقاهي جعل من الغابة مكانا يبدو مهجورا. وتتواجد بالغابة مقاه ومطاعم تعد على الأصبع ولا تلبي حاجيات المواطنين ولا توفر احتياجات الزوار كاملة حيث تغلق أبوابها في وقت مبكر، وهو ما أطلعنا عليه مراد ليقول في هذا الصدد بأنه طالما قصد الغابة وأنه يشاهد كيف تغلق أبواب المقاهي والمطاعم في وقت مبكر دون تلبية حاجيات الزوار، ويشاطره الرأي توفيق ليقول في ذات السياق أنه طالما قصد الغابة وشاهد النقص الفادح في الخدمات المتعلقة بالإطعام والمقاهي، ويدفع الأمر بالكثير من العائلات والأفراد من قاصدي المكان إلى اصطحاب الأكل والشرب معهم لتفادي الاصطدام بهذه المقاهي والمطاعم مغلقة أو منعدمة من أساسها، وهو ما أطلعتنا عليه رشيدة لتقول في هذا الصدد بأنها تزور الغابة بصفة أسبوعية تقريبا لتغيير الجو وأنها تحضر معها الوجبات والمشروبات لعدم توفرها بالغابة، وتشاطرها الرأي ليلى لتضيف في ذات السياق أنها كلما تحضر إلى الغابة، تجلب معها كل ما تحتاجه من مؤونة لعدم توفرها بالغابة. وتعتبر الغابة مقصدا لهواة الخيل حيث أن الكثير من الأشخاص يقصدون المكان لممارسة هوايتهم المتمثلة في ركوب الخيل وذلك لتوفرها على المساحة الكاملة وتواجد الأماكن. تهيئة مسالك الغابة مطلب الزوار وعلى غرار ذلك، أعرب العديد من الزوار عن مدى تذمرهم من الوضع الذي تشهده مسالك هذه الاخيرة والتي اصبحت تعيق راحة الزوار لغابة بوشاوي، فرغم جمال الغابة الذي يدفع الزوار إلى حب الاستطلاع والاستكشاف والتوغل بأعماقها، تقف الممرات والمسالك التي تسمح بذلك عائقا كبيرا في وجه الوافدين إليها، حيث يواجه الوافدون لغابة بوشاوي مشكل المسالك والممرات التي ترهقهم حيث أن أغلب ممراتها غير مهيأة ولا تسمح بتنقل الوافدين بأريحية، فالأوراق المتساقطة على جوانبها تتراكم وتتكدس متسببة في عرقلة حركة السير للمشاة والذين يعتمدون عليها، كما أن تواجدها بين الأشجار الكثيفة صعب على الزوار اجتيازها لأنها أصبحت ضيقة بفعل ذلك ليزداد الأمر سوءا عند تساقط الأمطار أين تصبح هذه الأخيرة زلقة ما يعرض سلامة الأشخاص للحوادث، ليقول سعيد في هذا الصدد أنه عند زيارته للغابة، لا يتوغل فيها بسبب انسداد المسالك لانعدام التهيئة بها وخوفا من الانزلاق بسبب تراكم الأوراق المتساقطة. من جهتهم، يجد الرياضيون لمختلف الرياضات صعوبة بالغة في اجتياز هذه المسالك عند ممارستهم الرياضة، على غرار الركض والمشي وركوب الدراجات أين يصطدمون بهذه المسالك الترابية والتي يحيط بها الإهمال من كل جانب والتي تتسبب في حوادث لهم، على غرار التعثر أثناء الركض والتمارين الرياضية، ليقول أمين في هذا الصدد أنه تعرض ذات مرة للتعثر أثناء تنقله بالغابة ليضيف بأنه من روادها لممارسة الرياضة أثناء عطلة الأسبوع وانه يطمح لإصلاح هذه الأخيرة للتمكن من التنقل بأريحية، ويشاطره الرأي مراد ليضيف بأن المسالك الرديئة تمنعنا من التنقل بسلام . ولا يقتصر الأمر على انعدام التهيئة، بل يمتد إلى انتشار القاذورات بها مشوهة المنظر العام، إذ لا تخضع هذه الأخيرة للنظافة وجمع المخلفات من قارورات المياه والمشروبات وغيرها، لتشكّل بذلك مزيجا يقضي على جمال الطبيعة، وقد أثار كل هذا وذاك استياء رواد وزوار الغابة الذين أعربوا عن رغبتهم في إعادة الاعتبار لهذا القطب العائلي والسياحي والرياضي الهام وتهيئته ليوفر راحة أكبر للزوار والعائلات. وفي ذات السياق، اضاف منير من بلدية الدرارية، انه وبالرغم من جملة النقائص التي تعرفها هذه الاخيرة، إلا انها تبقى القلب النابض للعاصميين.