قال الخبير محمد العزوني، إن الشباب يشكّلون نسبة 34 بالمائة من ضحايا حوادث المرور، بأعمار تقل عن 30 عاما لأسباب مختلفة بسبب التهور والتهاون في الإلتزام بقانون المرور، وهي طاقات مستقبلية تهدر في الطرقات، وأرجع معدلات الحوادث المخيفة سنويا إلى عوامل متعلقة بالسلوك والوعي الحضاري. وأضاف الأستاذ محمد العزوني، خلال نزوله ضيفا عبر الهاتف على برنامج نقطة حوار بإذاعة الجزائر من أدرار، أن التحديات التي تواجه الجزائر برفع مؤشرات الوعي العام حول مخاطر الطريق، وكون السياقة مفهوما سلوكيا أخلاقيا وليست حركة فيزيائية، لان معظم حوادث المرور تعود بالدرجة الأولى إلى العامل البشري، علما أن الجزائر سجلت خلال ال11 شهرا من السنة الماضية 3.718 قتيل و41 الفا و544 جريج نتيجة 27 ألف حادث مروري، وسنة 2015 قتل 4.610 شخص وجرح 55 ألفا و994 نتيجة 35 ألف حادثا مروريا بمجموع 8000 قتيل و97 ألف جريح تشبه خسائر حرب، مما يجعل التشريعات القانونية والنصوص التطبيقية غير مجدية إذا ارتبطت بالجانب العقابي الردعي دون حملات توعية للتحسيس السلوكي، ويتجلى ذلك فقط، حسب العزوني، بإدراج مقياس التربية المرورية ضمن المناهج المدرسية وهو ما طالب به منذ سنة 1987 للمساهمة في ميلاد جيل قادم واع وطلب إنشاء شبكة وطنية خاصة بمدارس السياقة، بل بإعادة تكوين مكوني السائقين. ميكانيزمات خاصة للحافلات ومركبات الوزن الثقيل كما اعتبر الخبير، محمد العزوني، أن مركبات الوزن الثقيل والحافلات يجب أن يخضع فيها السائقون إلى ضوابط نفسية متصلة بالمستوى العلمي أولا والتكوين المستمر وتدابير خاصة بالمسافات الطويلة، مستغربا أن المسافات الطويلة تشهد شهريا انقلاب وانحراف حفلات عمومية لنقل المسافرين بطرق وطنية مختلفة وتصادم بين مركبات شاحنات نصف مقطورة وحافلات عمومية. وفي سؤال لبرنامج نقطة حوار حول وضعية الطرقات، نفى الخبير أن نرجع أسباب الحوادث للطرقات بالدرجة الأولى، فالقانون واضح بالنسبة للسائقين في ضرورة القيادة وضبط السرعة وفق حقل الرؤية، وبعضهم يقدم مبررات الحفر بالطرقات وسقوط الأمطار كأسباب غير مقنعة ما دام في النهاية أن السيارة هي من يجب أن تخضع للسائق وليس العكس. الأطفال ضحايا الحوادث لا يتعدى ال5 بالمئة عند المدارس من جانب آخر، طمأن محمد العزوني بأن الأطفال ضحايا حوادث المرور، لا يتجاوز ال5 بالمائة عند المدارس التربوية، وترتفع النسبة عند اقتراب التلاميذ من إقاماتهم وهي مسؤولية بالدرجة الأولى تقع على الأولياء في مرافقة أبنائهم في ظل طرقات لا تتجاوب مع حركة المركبات، ويستوجب نقل تجارب مغاربية بحيث أن جمعيات أولياء التلاميذ لها دور كبير في المساعدة قرب المؤسسات التربوية من خلال وضع رزنامة تنظيمية للحراسة عند المدارس على شكل دوام يومي وفق جدول سنوي وهي مساهمة هامة للمجتمع المدني، فيما تعاني الجزائر من مشكل نقص الثقافة الجمعوية والمبادرة والتطوع لأسباب غير مفهومة. تجدر الإشارة إلى أن الأستاذ محمد العزوني من مواليد الجزائر العاصمة سنة 1937، عميد متقاعد من سلك الأمن، ساهم على مدى نصف قرن بدور توعوي، فعال في قضايا الأمن والسلامة المرورية وله بصمة كبيرة في ذلك.