تراجع النائب الفرنسي عن الحزب الاشتراكي جون غلافاني عن تقريره الاسود حول الوضع السياسي و الامني في الجزائر،متهما الإعلام الفرنسي بتحريفه خدمة لنوايا خبيثة كما وصفها ، و بهذا فهو يقرّ بتكالب غير مسبوق على بلادنا ،و هذا ما يحدث مع جل التقارير الدولية الاخيرة التي لا تمت بصلة لحقيقة الأوضاع و تستهدف بحسب مراقبين التشويش على مجريات الإنتخابات التشريعية المقبلة. و نشر النائب عن حزب جبهة التحرير الوطني للجالية بمنطقتي أمريكا وأوروبا نور الدين بلمداح أمس رسالة من نظيره الفرنسي جون غلافاني يعتذر فيها عن تقريره الأسود حول الجزائر وبل يتهم بعض الصحفيين من الإعلام الفرنسي وغيرهم بتعمد و بخبث تحوير وتحريف تقريره حول الوضع السياسي و الأمني في بلادنا. و تبرأ النائب الإشتراكي من خلال الرسالة التي اطلعت عليها السياسي الإضافات المغرضة التي سممت بها الصحافة الفرنسية تقريره لتحريفه خدمة لاجندات معينة،و بدا من حديث النائب الفرنسي أن الدور الفعّال الذي تلعبه الجزائر في المنطقة الجيوسياسية ومواقفها الثابتة بعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول وخاصة التدخل العسكري أزعج ويزعج من لم ترضخ الجزائر وبل أفشلت مخططاتهم في تدمير وتقسيم دول مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن . وبهذا علق العديد من المتتبعين، ان هذه الهجمة الاعلامية على الجزائر، ليست وليدة اللحظة بل هي مستمرة منذ سنوات، مؤكدين ان بعض الابواق الفرنسية تحولت الى وسائل دعائية وليست وسائل اعلامية، خاصة اذا تعلق الامر بالجزائر . و نفضت إليزابيت غيغو رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الفرنسية (البرلمان) يديها قبل ايام ' مما جاء في تقرير لنائبين بهذه الغرفة' حول الوضع العام في الجزائر خلال تقرير نشراه الشهر الماضي . وقالت غيغو في حوار حديث مع وكالة الأنباء الجزائرية "كرئيسة للجنة الشؤون الخارجية' لست ملزمة بما قيل خلال عرض هذا التقرير والذي أخلط أهدافه". في إشارة إلى أنه كان من المفروض أن يتناول النظرة الأوروبية للعلاقات مع دول جنوب المتوسط. وكان النائبان بالبرلمان الفرنسي غي تيسيي وجون غلافاني، قد نشرا مؤخرا، مضمون تقرير أعداه بعد مهمة دامت ستة أشهر في الجزائر، (شمل المغرب وتونس أيضا)، ورسما صورة سوداء حول مستقبل البلاد وحتى حول علاقاتها بفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب. من جهتها أصدرت وزارة الخارجية، الثلاثاء، بيانا لمح إلى مضمون هذا التقرير، بالتأكيد أنه تضمن تحليلات ومواقف مغرضة. و لن نذيع سرا إن قلنا أن الجزائر قد باتت في الآونة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى تحت مجهر منظمات الفتنة و الدمار الحكومية و الغير حكومية الساعية إلى إثارة البلبلة من خلال تقارير مغلوطة أصبحت تولي اهتماما متزايدا للشأن الداخلي لبلادنا، فمن تقرير الخارجية الامريكية التي حذرت رعاياها من السفر إلى الجزائر إلى أكاذيب منظمة فريدوم هاوس حول وضعية حقوق الانسان في بلادنا وصولا إلى الكلام المحرف لنواب البرلمان الفرنسي، يرى مراقبون أن الهدف بات واضحا أمام الجميع و هو التشويش على سابع انتخابات برلمانية في تاريخ الجزائر .