فرت نحو 40 أسرة مسيحية من مدينة العريش المصرية إلى مدينة الإسماعيلية، بعدما قتل مسلحون مجهولون سبعة مسيحيين خلال فيفري الجاري، في حوادث متفرقة استهدفتهم في شمال سيناء. وقالت مصادر كنسية بالإسماعيلية ل(بي. بي. سي)، إن الأسر المسيحية وصلت إلى الكنيسة الإنجيلية بالمدينة على مدار اليومين الماضيين، خوفا على حياتهم بعد استهداف أقباط داخل بيوتهم، على حد وصف قادة الكنيسة. وأدانت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية ما وصفته ب(الأحداث الإرهابية المتتالية في شمال سيناء)، والتي تستهدف المسيحيين المصريين. وقالت الكنيسة في بيان لها، إن تلك الأحداث تهدف إلى ضرب الوحدة الوطنية وتحاول تمزيق الاصطفاف جبهة واحدة في مواجهة الإرهاب الغاشم الذي يتم تصديره لنا من خارج مصر. وأكدت الكنيسة أنها في تواصل مستمر مع المسؤولين ومع المحليات، لتدارك الموقف والتخفيف من آثار هذه الاعتداءات. كما أصدر محافظ شمال سيناء قرارا للمصالح الحكومية والمدارس والجامعات باعتبار الموظفين والطلاب من الأقباط المتغيبين عن العمل في إجازة مفتوحة، لحين استقرار الأوضاع الأمنية، حسبما ذكر مصدر مسؤول ل(بي. بي. سي). وذكر أحد الأقباط الفارين لمراسلة بي بي سي في القاهرة، سالي نبيل، أن الأنباء تتردد بشكل مستمر عن وقوع اعتداءات وقتل وحرق منازل الأقباط في العريش. ويتلقى الأقباط تهديدات مباشرة باسْتهدافهم وأسرهم حال البقاء في المدينة. كما يجد البعض كلمات مثل (ارحل) مكتوبة على منازلهم. الأوضاع الأمنية تزداد سوءا في العريش، خاصة بالنسبة للأقباط. وكان سبعة أقباط قد لقوا حتفهم في مدينة العريش على يد مسلحين مجهولين في حوادث متفرقة على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية. وفي الواقعة الأخيرة ضمن هذه الحوادث، قتل مسلحون قبطيا داخل منزله في مدينة العريش. وذكرت مصادر أمنية وطبية أن المسلحين أطلقوا النار على الرجل أمام أسرته، التي فرت من المنزل تباعا، ثم أحرق المسلحون المنزل واختفوا. وينشط في محافظة شمال سيناء مسلحون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية. ودعا ما يُعرف ب(تنظيم الدولة الإسلامية مصر) الأسبوع الماضي عناصره إلى قتل من أسماهم ب(الصليبين في مصر). ونشر التنظيم تسجيلا مصورا هدد فيه أقباط مصر، وعرض ما وصفه بأنه الرسالة الأخيرة لمنفذ الهجوم على الكنيسة البطرسية بالقاهرة، الذي وقع في ديسمبر الماضي، وأودى بحياة 29 شخصا. وظهر في التسجيل المصور، الذي بُث الأحد الماضي، رجل ملثم يقول التنظيم إنه منفذ الهجوم واسمه أبو عبدالله المصري، وهو يحض المسلحين الموالين للتنظيم في مختلف أنحاء العالم على تحرير الإسلاميين المعتقلين في مصر. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أشار إلى أن الانتحاري الذي نفذ الهجوم على الكنيسة يدعى محمود شفيق، وهو طالب في ال22 من العمر. وكان اعتقل لمدة شهرين في عام 2014، قبل أن ينظم إلى خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء. ويتناقض الاسم الحركي لمنفذ الهجوم في التسجيل وهو ابو عبد الله المصري، مع الاسم الحركي الذي سبق أن أعلنته السلطات المصرية لشفيق وهو أبو دجانة الكناني. وهدد المصري في حديثه بالقيام بعمليات مسلحة لإطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين الذين وصفهم بقوله (إخواني الأسرى)، مضيفا: (قريبا سنحرر القاهرة ونأتي لفكاك أسراكم ونأتي بالمفخخات). وتخوض قوات الجيش المصري مواجهات مع مسلحين إسلاميين بشمال سيناء منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في عام 2013. وقُتل أفراد الجيش والشرطة في هجمات، أعلن مسلحون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتهم عن كثير منها. كما تشن قوات الجيش والشرطة حملة عسكرية واسعة في سيناء. وتقول السلطات إنها أسفرت عن مقتل مئات المتشددين.