تحدثت صحيفة "الدايلى ميل" البريطانية، اليوم الأحد، عن أوضاع المسيحيين فى مصر فى ظل حكومة الرئيس المعزول محمد مرسى، لافتة إلى أن معظمهم كان يتعرض لما وصفه المحامى نجيب جبرائيل بالتطهير العرقى، مشيرة إلى أن الأوضاع لم تتحسن بعد ثورة 30 يونيه إذ أن الجماعات الإسلامية خاصة فى سيناء حملت البابا تواضروس مسئولية المشاركة فى دعم الجيش فى خلع الرئيس المصرى.ورصدت الصحيفة قصة الأب ماثيو عوض الذى رفض أن يفصح عن مكان امرأة مسلمة اعتنقت المسيحية، وهو ما عرضه للاعتداء وتهديدات بالقتل إلى أن تمكن بعدها الأب ماثيو من الهرب والاختباء، فيما تعيش أسرته حالة من الخوف، حتى أن ابنه ماركو عوض يقول إنه لا يستطيع الظهور فى الشوارع بعدما تم اعتقاله وتعذيبه على يد أفراد شرطة متعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين. تمكن ماركو من الاختباء مع اثنين من أولاده فى مكان آمن، فيما استطاعت أخته وزوجته وطفلها الرضيع الفرار من مصر إلى بريطانيا.وتمكنت الدايلى ميل من لقاء ماركو الذى يختبئ فى أحد الأديرة بالصحراء والذى رفض أن يتم تصويره خوفا على حياته، وقال ماركو إن الأصوليين الإسلاميين يقتلون القساوسة ويختطفون المسيحيات ويحرقون الكنائس، مضيفا إنه منذ ثورة 2011، أصبح الأقباط يخشون على حياتهم، مشيرا إلى أنه اضطر إلى الحياة بعيدا عن أسرته نظرا لدينه.ووفقا للصحيفة، تواجه الأقلية المسيحية العديد من الصعوبات بعد التزايد المخيف للهجمات المرتبطة بالدين، فيوم الخميس الماضى عثر على جثة المسيحى مجدى لمعى حبيب، 59، فى مقبرة بعد ستة أيام من اختطافه على يد متطرفين فى شمال سيناء، كما قتل القس مينا عبود شاروبيل، 39 عاما، مات رميا بالرصاص بعدما فتح مسلحون إسلاميون النيران عليه وهو عائد إلى منزله من محل بقاله فى مدينة العريش.ووفقا للصحيفة، يعتقد أن هذا الهجوم شنه موالين لجماعة الإخوان المسلمين نظرا لاعتقادهم أن بطريرك الكنيسة القبطية، البابا تواضروس الثانى قام بدعم عزل الجيش للرئيس محمد مرسى.ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن المسيحيين يتعرضون على نحو خاص للخطر فى سيناء، فمعظم سكان شبه الجزيرة مسلحون كما أن اقتصادها يعتمد على تهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار فى البشر، كما يعتقد المسئولون الأمنيين أيضا أن جبهة النصرة، التى تقاتل ضد الحكومة فى سوريا ربما يكون لها نشاطات فى سيناء، بالإضافة إلى الجماعات الجهادية التى يعتقد فى صلاتها بتنظيم القاعدة. وأضافت الصحيفة أن التمييز ضد المسيحيين تزايد فى عهد مرسى حيث يقال إن نحو 200 ألف نسمة قد غادروا مصر متجهين إلى أوروبا وأمريكا وكندا خلال العام الماضى. وعن ذلك يقول المحامى المصرى، نجيب جبرائيل إن ما يحدث فى مصر هو تطهير عرقى، مشيرا إلى أن أولاده الثلاثة هاجروا بعدما تولى مرسى الحكم، وأنه تعرض لتهديدات بالقتل وتم حرق مكتبه ثلاث مرات.وأضاف جبرائيل أن الاتهامات الزائفة ضد المسيحيين تزايدت فى عهد مرسى خاصة ضد المدرسين، بالإضافة إلى الاتهام بازدراء الأديان وهى التهمة التى كانت توجه للمسيحيين بموجب الدستورى الذى مرره الإسلاميون.