قبل ساعات قليلة عن غلق باب إيداع الترشيحات الخاصة بتشريعيات ربيع 2017 على مستوى مصالح الداخلية في 48 ولاية ،ظهر للعيان سقوط عشرات الاحزاب التي ترفض وصفها ب الصغيرة في امتحان جمع التوقيعات ، بحيث انسحبت مجبرة من التنافس على مقاعد زيغوت يوسف في معظم الدوائر الإنتخابية عبر الوطن دون الحديث عن تمثيل الجالية ،و بهذا تكون قد وقعت شهادة وفاتها السياسية و اثبتت بما لا يدع مجالا للشك محدودية قواعدها و فشلها في حشد المواطنين خلافا لما كانت تدعيه في عديد المناسبات، و لم يبقى لديها بعد هذا السقوط الحر بحسب محللين كثر سوى الإرتماء في احضان عائلاتها السياسية و التفكير بعد التشريعيات في إعلان مشاريع إندماجية على شاكلة ما أقدمت عليه الاحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي . و تشير آخر الارقام و المعطيات الواردة من مختلف الاحزاب الناشطة في الساحة أن عديدها ستدخل غمار التشريعيات في ولايات معدودة على الاصابع على غرار حزب التجديد الجزائري الذي سيشارك في ستة إلى ثمانية ولايات و نفس الشيئ مع الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية، حزب الشباب،حزب العدل و البيان، حركة الوفاق الوطني، حزب الطبيعة والنمو،حزب الفجر الجديد، جبهة الحكم الراشد و غيرها من التشكيلات التي تصنف في خانة الفتية أو الصغيرة . و لم تسلم احزاب كانت تعتبر نفسها تقليدية و وازنة من الفشل في الادوار التصفوية للتشريعيات ، فجر حزب الارسيدي الغني عن التعريف أذيال الهزيمة في عديد الدوائر الإنتخابية رغم طول تجربته في الساحة الوطنية، بحيث يسير حسب آخر الاصداء الواردة من بيت محسن بلعباس نحو المشاركة في 20 ولاية فقط عبر الوطن و معظمها يملك فيها منتخبين تجاوز بفضلهم الدور التصفوي،بينما هزت عملية اكتتاب امضاءات المواطنين عرش حزب سعيد سعدي . و أدركت بعض الاحزاب متأخرة أنه لا بديل لها عن بناء التكتلات والأقطاب السياسية للبقاء في المشهد فحاولت عقد تحالفات انتخابية في الوقت بدل الضائع على غرار تكتل الفتح الذي يضم 5 احزاب قد تكون غير معروفة عند السواد الاعظم من الجزائريين،بينما ابدت تشكيلات سياسية أخرى ندمها على تضييع الفرصة التي منحتهم إياها وزارة الداخلية لتجاوز العتبة بالتوافق مع اخرى، و هو ما اكده رئيس حزب التجديد الجزائري كمال بن سالم في حوار أجراه مؤخرا مع السياسي حيث قال دخولنا المتاخر لاجواء التشريعيات صعب علينا عقد تحالفات انتخابية رغم الاتصالات التي تلقيناها،و خلصنا إلى التكتل مع حزب الافانا في ولاية واحدة فقط هي اليزي . بالمقابل وفقت بعض التشكيلات التي بدت جادة منذ الوهلة الاولى لإعتمادها في إثبات وجودها ضمن كوكبة أحزاب المقدمة، و يتقدمها حزبا تجمع امل الجزائر لرئيسه عمار غول، و جبهة المستقبل لعبد العزيز بلعيد،حيث اعلنا تباعا الإنتهاء من جمع التوقيعات اللازمة للمواطنين على مستوى 48 ولاية و في الجالية الجزائرية في الخارج،و ذلك تمهيدا لدخولهما المنافسة بقوة على 462 مقعدا برلمانيا و المشاركة في الحكومة المقبلة. و في قادم الايام التحدي سيكون كبيرا أمام الأحزاب السياسية التي تأمل في الاستمرار في النشاط، في ظل المتغيرات والمستجدات التي ستترتب عن نتائج الإنتخابات التشريعية القادمة، هذا الموعد سيكون بمثابة الإمتحان الحقيقي أمام كافة التشكيلات، لكن بدرجة أكبر بالنسبة للأحزاب الصغيرة التي ستجد نفسها أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما: التكتل أو التبدد والإندثار.