التزمت رئيسة كوريا الجنوبية المعزولة، بارك غيون هاي، الصمت، وسط تزايد الدعوات المطالبة باعتقالها. وعُزلت بارك من منصبها الجمعة، بعدما أيد قضاة المحكمة الدستورية بالإجماع قرار البرلمان بعزلها، بسبب دورها في فضيحة فساد، تورطت فيها صديقتها المقربة تشوي سون سيل. وعلى الرغم من قرار المحكمة، إلا أن بارك لا تزال في القصر الرئاسي. وخرج آلاف الأشخاص في تظاهرات بالعاصمة سيول، وذلك غداة مقتل ثلاثة أشخاص خلال مظاهرات مؤيدة للرئيسة المعزولة، لكن من المتوقع خروج مظاهرات أخرى معارضة لها. وتثور مخاوف من اندلاع مواجهات بين الجانبين، بينما عززت الشرطة من انتشارها. وقالت، تشوي إن سوك، متحدثة باسم المتظاهرين المؤيدين لقرار المحكمة، لوكالة رويترز للأنباء، إن المتظاهرين يطالبون باعتقال الرئيسة المعزولة. وبعد عزلها، فقدت بارك حصانتها الرئاسية ويمكن ملاحقتها قضائيا. في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات أن انتخابات حرة ونزيهة ستجرى، في موعد أقصاه التاسع من ماي المقبل. وطالب هوانغ كيو آن، رئيس الوزراء والقائم بأعمال الرئاسة، المحتجين بالهدوء، قائلا إن الحكومة يجب أن تظل مستقرة، لكي تمنع انزلاق البلاد إلى نزاع داخلي. وكان اثنان من أنصار بارك قد قتلا خلال اشتباكات مع الشرطة، بينما توفى ثالث يبلغ من العمر 74 عاما بأزمة قلبية خلال التظاهرات. وقال مكتب بارك، إنها لن تغادر البيت الأزرق، مقر الرئاسة في كوريا الجنوبية، ولن تصدر أي بيان. يذكر أن المحكمة الدستورية برأت بارك من بعض التهم، من بينها انتهاك حرية الصحافة، واتهامات تتعلق بتقصيرها في التعامل مع كارثة غرق سفينة سيول عام 2014، والتي أسفرت حينها عن مقتل مئات الأشخاص معظمهم من الطلاب.