قبل أيام قليلة من انطلاق الحملة الانتخابية، برسم الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها يوم 4 ماي المقبل؛ بدأت تتضح معالم حملات مرشحي الأحزاب السياسية وباقي المرشحين المستقلين، الذين يحاولون استمالة الناخبين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي و التجمعات الشعبية، مستعينين بشعارات بدت بحسب كثير من المراقبين مستهلكة و فضفاضة و تُلخص ضعف البرامج الانتخابية المعروضة، بينما يرى مواطنون أنها تتكرر خلال كل استحقاق انتخابي، بل وتتجاوز ذلك أحيانا إلى خداع _المواطنين، وتقديم وعود تذهب أدراج الرياح مباشرة بعد الفوز ب المقعد ._ و شرعت مختلف بلديات الوطن في نصب أماكن تعليق اللافتات الإنتخابية الذي سيكون ابتداء من 09 أفريل المقبل، حسب القانون الانتخابي،و يعد هذا أمرا مهما للأحزاب والقوائم الحرة المشاركة، و لذلك يسعى كل تشكيل سياسي إلى استعراض عضلاته الدعائية والاشهارية. وفي السياق لجأت أحزاب إلى تبنِّي شعارات تقليدية لحملاتها الانتخابية مثل حركة الإصلاح الوطني التي وضعت شعار التوافق كعنوان لحملتها الإنتخابية و هي كلمة كثر استهلاكها منذ أول انتخابات تعددية في الجزائر، كما رافعت لها عديد التشكيلات السياسية منذ انفجار ثورات ما يعرف بالربيع العربي لمجابهة المؤامرات الخارجية و التحديات الامنية على الحدود . من جهتها ستدخل الحركة الشعبية صاحبة الرقم 33 الحملة الانتخابية للتشريعيات تحت اسم الصراحة بحسب ما اكده رئيس الامبيا عمارة بن يونس الذي طالب في خرجاته الاخيرة مرشحيه إلى تبني خطاب صريح مع المواطنين و الإبتعاد عن الكذب و الوعود الزائفة . و كما هي عادته سارع تحالف حركة مجتمع السلم المعروف بآلته الدعائية القوية إلى طرح الشعار الخاص بالحملة الانتخابية المقبلة، حيث نشرت _حمس_ على حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، صورة الشعار الذي ستدخل به المعترك الانتخابي المقبل، والمتمثل في _معا لجزائر الهناء والنماء_ ويحمل الرقم 26،لكن هذا الشعار لم يلق إعجاب عديد من المعلقين حيث اعتبره البعض مستهلكا في وقت استغرب آخرون وضع مصطلح غريب عن المواطن البسيط مثل النماء . أما حزب الجبهة الوطنية الجزائر الذي احتفل مطولا بظفره بالرقم واحد خلال القرعة الخاصة بالرقم التعريفي الوطني ، ففضل الإستعانة بالقاموس الشعبي لتبسيط الامور على المواطنين أين دعاهم للتصويت على حزب الزواولة كما وصفه رئيس الحزب موسى تواتي، هذا الاخير اهتز قبل أيام قليلة على وقع فضيحة القاء القبض على احد مرشحيه في ولاية بشار بتهمة الإتجار بالمخدرات . و لم يكن حال المترشحين الاحرار باحسن من نظرائهم في الاحزاب ، أين اختارت قائمة الرفاه في الجزائر العاصمة شعار معا من أجل جزائر الرفاه ، الامر الذي استغربه عديد المعلقين على صفحة متصدر القائمة الدكتور مراد عروج ، معتبرين أن الحديث عن الرفاه في وقت تعاني فيه بلادنا من ازمة اقتصادية بسبب انخفاض اسعار النفط محض من الخيال و الوهم . و لعل مثل هذه المعطيات دفعت مراقبين للتاكيد ان ضعف العرض السياسي المقدم ومضمون البرامج يعكس مستوى الشعارات التي ترفعها الأحزاب، حيث إن مضمون البرامج يعكس شكلها؛ ف إذا كان العرض مترديا ودون مستوى التطلعات فإن الشعارات تأتي فارغة وفضفاضة وضعيفة ، كما يرون بأن مثل هذه الشعارات المستهلكة ستدفع من جديد المواطنين إلى العزوف حيث بنوا تحليلهم على قاعدة أن نفس الاسباب تؤدي لنفس النتائج .