دعا مشاركون في أشغال ملتقى دولي افتتح بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوصوف بميلة إلى أهمية نشر وتعميم ثقافة وروح المقاولاتية لفائدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد . وأكد محاضرون في أعمال هذا الملتقى الذي اهتم بموضوع المقاولاتية المستدامة: حتمية البقاء وحتمية الابتكار أن نجاح فكرة المقاولاتية ليس مرهون فقط بوفرة الأموال و التمويل كما أنها لا تصنع ولا تنتج لكنها مرتبطة خاصة بالرأسمال العلاقاتي و المعارفي و القدرة على المبادرة كما ورد في تدخل للأستاذ الدكتور عبد اللطيف كرزابي من جامعة تلمسان . واعتبر ذات المتحدث في الجلسة العلمية الأولى لهذا الملتقى الذي ينظمه معهد العلوم الاقتصادية و التجارية وعلوم التسيير بالمركز الجامعي لميلة بحضور وفد أكاديمي من جامعة عجلون بالأردن و كذا عدد كبير من الأساتذة و المهتمين والهيئات المعنيين أن من خصائص المقاول إدخال تقنيات جديدة و إنتاج مواد جديدة والبحث عن الأسواق والابتكار ولذلك فإن المقاولاتية والمؤسسة الصغيرة كانت دوما وراء كل تحول اقتصادي منذ القرن الثامن عشر الميلادي . من جهته تطرق الدكتور محمد بن الدين من جامعة أدرار لموضوع إلى تحديات ترقية الاستثمار الشباني بالجنوب الجزائري و انعكاساتها على التنمية المحلية ليبرز على وجه الخصوص أهم المعضلات التي تعاني منها المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و التي ترجع أساسا لعراقيل إدارية في مرحلة إنشاء المؤسسة وكذا للرقابة المفرطة وتشعب الهيئات المتدخلة في مجال الاستثمار الشباني إلى جانب مشاكل أخرى مرتبطة بالعقار الصناعي و معضلة التسويق ونقائص في دراسات الجدوى ونقص فادح في اليد العاملة المؤهلة . بدوره تحدث مدير الفرع المحلي لميلة للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب أنساج) نصر الدين خوري في تدخل له عن المؤسسات الناشئة كبديل اقتصادي ليبرز خصائصها المتمثلة في كونها مؤسسات حديثة النشأة ذات قابلية للنمو ليس لها حكر على قطاع واحد لكنها ذات ميزة تنافسية عالية . وأشار خوري بالمناسبة إلى مؤسسات من هذا النوع ظهرت في العالم و في الجزائر أيضا مستغلة تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة وهي اليوم تتوفر على زبائن كثيرين . ومن جانبه تناول مرزوقي جاد إطار بالمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية موضوع الملكية الصناعية للمشاريع المقاولاتية مشيرا إلى أن هذا المعهد يتيح حماية الرموز و النماذج و العلامات التجارية للمؤسسات يضمن براءات الاختراع و الابتكار وفقا للقانون الجزائري. وتتواصل الأشغال لدراسة محاور أخرى من بينها الدعم الهيكلي في الجزائر وأثره على البنية المقاولاتية لدى الطلبة الجزائريين و تفعيل دور الخدمات الاستثمارية في ترقية و ضمان كفاءة المؤسسات المصغرة و المتوسطة إلى جانب ترقية المقاولة النسائية و دور المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في تحقيق التنمية المحلية و دور حوكمة الشركات في تدعيم نمو و استمرارية المؤسسة التي ما زالت تعاني في الجزائر على حد قول محاضرين من مؤشر وفيات عالي . وخلال أشغال هذا الملتقى ألقى الدكتور قدري سليمان مصطفي الشكري من جامعة عجلون الوطنية بالأردن محاضرة بعنوان الريادة لتحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد المعرفي باستخدام نموذج حلقة القيمة المضافة . وإلى جانب الجلسات العامة للملتقى يتم تنشيط ورشات دراسية لبحث مختلف محاور الملتقى الذي سيتوج حسب المنظمين بإصدار توصيات لتفعيل روح المقاولاتية.