أحيت ولاية تلمسان بأعالي جبال فلاوسن ، الذكرى الستين للمعركة التاريخية التي تحمل نفس الاسم، بتنظيم عدة أنشطة ثقافية وفكرية على مستوى بلدية عين فتاح. وبعد رفع العلم الوطني ووضع إكليل من الزهور بالنصب التذكاري المخلد لهذه المعركة وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء من طرف السلطات المحلية والأسرة الثورية للمنطقة وجمع غفير من المواطنين، تدخل بعض المجاهدين الذين عايشوا هذه الملحمة لإبراز بعدها التاريخي والوطني لهذا الحدث التاريخي. وأشاروا الى الانتصار الذي حققه مجاهدو جيش التحرير الوطني في هذه المعركة غير المتكافئة بفضل الشجاعة وروح التضحية وحسن التنظيم أمام جيش المستعمر الفرنسي المدعم بالعتاد الحربي البري والجوي. كما أقيم بذات المناسبة أيضا لقاء دراسي حول معركة فلاوسن من تنشيط عدد من الأساتذة والمجاهدين لتسليط الضوء على طرق تحضير المعركة وسيرها ونتائجها. وبمتوسطة الشهيد حمناش محمد بناحية فلاوسن، زار الوفد الرسمي المعرض المنظم من طرف المتحف الجهوي للمجاهد وجمعيات محلية حيث يتضمن صورا لبعض الشهداء الذين سقطوا في أرض المعركة المذكورة وبعض المعطيات التاريخية عن الاستراتيجية الحربية التي نفذها جيش التحرير، رغم نقص عتاده وتعداده. وفي ختام الاحتفالات، قامت السلطات الولائية بتكريم مجموعة من المجاهدين وذوي الحقوق وأفراد من الحرس البلدي. للتذكير، اندلعت المعركة يوم 20 أفريل 1957 بمرتفعات منطقتي بخوخة والمنشار بجبال ترارة التي تضم جبال فلاوسن، حيث واجه على مدار خمسة أيام 155 مجاهد بأسلحة متواضعة مئات الجنود الفرنسيين المدججين بالأسلحة الفتاكة والمدعمين بالطيران. وبفضل شجاعتهم ومعرفتهم لأرضية المعركة، كبد مجاهدو جيش التحرير الوطني قوات المستعمر خسائر فادحة في العتاد والأرواح.