يستعد الجزائريون لاستقبال عيد الفطر المبارك في أجواء تطبعها حركة كثيفة في الأسواق والمحلات، خاصة المتخصصة في بيع ملابس الأطفال ومواد إعداد الحلويات التي لا تستغني النساء عن إعدادها في عيد الفطر، لاستقبال الضيوف والأقارب يوم العيد وتوزيع الصدقات على الفقراء. و تزداد المحلات الخاصة بالملابس في الأيام الأخيرة من شهر رمضان بألوان مختلفة من الملابس للكبار والصغار على حسب آخر موضة في العالم ويضطر أصحاب المحلات إلى إبقاء هذه الأخيرة مفتوحة لفترات متأخرة من الليل للسماح للعائلات بالتسوق والتي تعد فرصة للتجار لإيجاد طريقة لتصريف البضاعة المركونة في رفوف المحلات. - حركة غير عادية بالأسواق في أواخر رمضان قامت السياسي بجولة حول بعض الأسواق الشعبية التي تعرف ترددا كبيرا من قبل المواطنين الجزائريين، إلى جانب بعض المحلات التجارية الخاصة ببيع الملابس حيث لاحظنا الكم الهائل والكبير من السلع المعروضة بكل الأشكال والألوان أي تجلب الناظر إليها، لكن بمجرد لمسها ومعرفة ثمنها يعود المشتري صاحب الدخل الضعيف أدراجه بائسا، فحسب الأسعار في مختلف المحلات بلغ سعر الثوب الواحد إلى ما يفوق 5 آلاف دينار جزائري. أما عن ارتفاع الأسعار، أفاد احد أصحاب محلات الملابس انه راجع لارتفاع سعرها بالجملة إلى جانب تكلفتها الغالية بالنسبة للمستوردة. وبالمقابل، لاحظت السياسي خلال جولتها في الأسواق على غرار السوق البلدي بالشراڤة، ارتفاع أسعار المواد الأولية لصنع الحلويات هي الأخرى. وارجع بعض التجار أصحاب محلات بيع مواد صنع الحلويات ارتفاع الأسعار إلى المنافسة والمضاربة بين التجار، مضيفا دون أن ننسى جودة بعض السلع عن غيرها. - ملامح عدم الرضا عن الأسعار تغطي وجوه المواطنين رغم إقبال الناس على شراء الأنواع المختلفة من البضائع، إلا أن ملامح عدم الرضا عن ارتفاع الأسعار تبدو على وجوه الزبائن الذين اشتكوا من غلاء الأسعار الذي يشكل عبئا وثقلا على أصحاب الدخل الضعيف والمحدود، مما جعلهم يولون الاهتمام الأكبر لإرضاء حاجات أبنائهم والإستغناء عن احتياجاتهم. فرغم أن العيد مناسبة سعيدة تدخل الفرح والبهجة على الكبار والصغار، غير أن ارتفاع الأسعار لاسيما هذه السنة التي عرفت في أوساط المواطنين بغلاء المنتجات المختلفة رغم وفرتها وضع الأولياء في موقف حيرة من أمرهم خاصة. هذا وللوقوف على اهم تحضيرات العائلات الجزائرية لاستقبال العيد الذي لم يعد يفصلنا عليه إلا أيام قلائل، تقربنا من بعض العاصميات من أجل رصد رأيهن في الموضوع وأول من تقربنا منها السيدة إبتسام صاحبة 45 عاما، متزوجة وأم لستة أبناء، وجدناها واقفة أمام أحد محلات بيع الستائر كانت تبحث فيه عن ستار تزين به صالون بيتها فكانت فرصة لنا حتى نقترب منها ونسألها عن الكيفية التي تستعد بها لاستقبال عيد الفطر المبارك، فردت علينا أنه ما أن يوشك شهر الصيام على الانتهاء إلا وتقوم بعملية تنظيف واسعة لبيتها تشمل الجدران والأسقف والمطبخ لتزيل رواسب الزيوت التي خلفتها أكلات الشهر الفضيل، كما أنها تقوم أيضا باقتناء أطقم جديدة أو (الشورى) وستائر جديدة لاسيما وأنها على موعد مع مناسبة خطبة ابنتها في أيام العيد. أما السيدة رتيبة، وهي موظفة بمؤسسة خاصة، فتقول إنها نظفت كامل المنزل مع بداية رمضان من الجدران وحتى السقف مستغلة فرصة عطلتها السنوية، كما أنها غسلت كامل الأغطية والأفرشة لتقتصر تحضيراتها للعيد على بعض الترتيبات في ديكور غرفة الاستقبال لا أكثر، مضيفة أنها تعبت كثيرا من أشغال رمضان بحكم أنها تعمل وتتكفل بكافة الأعباء في المساء ما جعلها تفكر حتى في إقتناء حلوى العيد بدلا من صناعتها في المنزل. - طلاء المنازل لاستقبال العيد في أبهى حلة وفي الوقت الذي تجتهد السيدات في تنظيف منازلهن من خلال القيام بغسل الجدران، تفضل أخريات إعادة الطلاء الكامل لمختلف غرف المنزل لاسيما ما تعلق بغرف الضيوف هذه الأخيرة التي يعاد تجهيزها كلية لاستقبال الضيوف المهنئين بعيد الفطر. حيث ترى الحاجة حنيفة، من بلدية دالي ابراهيم، أن إعادة طلاء المنزل في مناسبات مثل عيد الفطر ضرورة ملحة حيث أنها تصر على إعادة دهن مختلف الغرف مع حلول كل عيد وذلك تقول للقضاء على غبار علق بالأسقف والجدران طيلة شهر رمضان خصوصا ما تعلق بالمطبخ وغرفة الضيوف. من جهة أخرى، فقد أخبرتنا السيدة نورة أنها ستستقبل ضيوفا كثر لتهنئة حماتها التي اعتمرت في رمضان لهذه السنة الأمر، الذي جعلها تعيد طلاء كامل المنزل لأنها لم تفعل ذلك قبل رمضان، فضلا عن اقتناء صالون تركي جديد وستائر بألوان تتماشى معه إضافة إلى اقتناء طقم للقهوة وآخر للعصير وصحون لتقديم حلويات العيد للضيوف المهنئين. - إقبال كبير على لوازم الحلويات من جهة أخرى، ينصب اهتمام ربات البيوت خلال هذا الأسبوع الأخير من شهر رمضان في التفكير في أنواع الحلويات التي سيقمن بتحضيرها لعيد الفطر وهذا لاستقبال الضيوف بها وتوزيعها على الأقارب والجيران، ويتم تبادل الأطباق بين الجيران والأقارب خصوصا وأن عيد الفطر هو يوم فرحة للمسلمين فرغم ارتفاع تكاليف لوازم صنع الحلويات التي فاقت كل التصورات، إلا أننا ومن خلال الجولة التي قمنا بها في بعض الأسواق لاحظنا تزاحما واكتظاظا كبيرين من طرف النسوة من أجل اقتناء لوازم الحلويات رغم غلاء الأسعار التي تدخل في صناعة الحلويات. إذ تشهد محلات بيع لوازم الحلويات حركة واسعة خلال هذه الأيام وقد قابلنا السيد منير، صاحب محل بيع لوازم الحلويات بالشراڤة، الذي أكد لنا بدوره أنه باقتراب عيد الفطر يزداد الطلب على لوازم صنع الحلويات من فرينة ودقيق باختلاف أنواعه والزبدة والعسل وبعض المكسرات، بالإضافة إلى أدوات التزيين الغذائية على غرار عجينة اللوز وطلاء الشوكولاطة السوداء البيضاء وغيرها من الأدوات التي تحتاجها المرأة الجزائرية في مطبخها لصنع ما لذ وطاب من حلويات لاستقبال عيد الفطر المبارك. - المساجد تتهيأ لاستقبال المصلين على غرار العادة ولاستقبال العيد المبارك في أجواء روحانية، شرعت العديد من المساجد في حملات تنظيف واسعة وذلك بمساهمة الشباب الذين هبوا للتطوع لتنظيف بيوت الله وتهيئتها لتكون جاهزة صبيحة عيد الفطر المبارك لأداء الصلاة، حيث شرعوا في غسل الزرابي و سجاد الصلاة وغسل الجدران وإزالة الغبار من الرفوف وتنظيف النوافذ والستائر لتبدو المساجد في أبهى حلة لها صبيحة العيد واستقبال المصلين في أجواء مريحة.