اعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن الوضع خطير للغاية مع كوريا الشمالية، وأعرب عن أمله في أن يتمكن من حلّه سلميا، وكشف عن أن واشنطن تسعى لتشديد العقوبات ضد بيونغ يونغ. وتوعد ترامب مجدّدًا باستخدام القوة ضدّ كوريا الشمالية، مؤكّدًا أنّ الخيار العسكري جاهز للتنفيذ، رغم قيام الصين بالدعوة إلى ضبط النفس في محاولة لتهدئة الحرب الكلامية غير المسبوقة بين واشنطن وبيونغ يونغ. وكتب ترامب على تويتر : الحلول العسكرية وضعت بالكامل حاليًا وهي جاهزة للتنفيذ إذا تصرّفت كوريا الشمالية بلا حكمة. نأمل أن يجد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، مسارًا آخرا . وردت عليه وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية واصفةً إياه بأنه شخص بغيض مهووس بالحرب النووية. وأضافت: ترامب يقود الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى شفير حرب نووية . وهذا ما دفع البرلماني الديمقراطي الأمريكي، ديفيد سيسيليان، لتوجيه رسالة عاجلة إلى رئيس مجلس النواب، بول ريان، يطالبه فيها بالدعوة الفورية لعقد جلسة طارئة للمجلس، من أجل مناقشة مشروع قانون يحظر على ترامب توجيه ضربة نووية وقائية ضدّ كوريا الشمالية دون موافقة الكونغرس. وقال في رسالته العاجلة: في ظل المواجهة المستمرة بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية، وكذلك التصريحات غير المسؤولة من جانب الرئيس ترامب، أسألكم توجيه الدعوة مباشرة إلى مجلس النواب لمناقشة مشروع قانون يحظر قيام الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربة نووية وقائية دون موافقة الكونغرس . ووفقا للنائب سيسيليان، فإن تصريحات ترامب النارية تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية، حيث يعيش حوالي 20 ألف أمريكي، عدا عن ملايين الأمريكيين الذين يعيشون في نطاق وصول صواريخ كوريا الشمالية العابرة للقارات. واستنفر ترامب أركان حكومته، واجتمع مطولا مع وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، وممثلة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، نيكي هايلي، ومستشار الأمن القومي، الجنرال هربرت ماكماستر. وعقد الجمعة وفجر السبت، عددا من اجتماعات العمل، التي كان الوضع المتفاقم مع كوريا الديمقراطية على رأس جدول أعمالها. ولاحقا، ناقش ترامب الوضع حول كوريا الشمالية مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، وقال الرئيس الأمريكي بعد ذلك، إن الوضع خطير للغاية، وأعرب عن أمله في أن يكون قادرا على حلّه سلميا. وقال ترامب للصحفيين: نعم، نحن نناقش فرض عقوبات إضافية على مستوى رفيع للغاية. والعقوبات الجديدة ستكون أكثر تشددا . الصين تحثّ ترامب على تجنّب التصعيد حث الرئيس الصيني، شي جين بينغ، نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، على تجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة مع كوريا الشمالية. وتصاعدت الحرب الكلامية بين بيونغ يونغ وواشنطن، حيث هدد الرئيس الأمريكي بإنه سيمطر بيونغ يونغ بوابل من النار والغضب، وقالت الأخيرة إنها مستعدة لاستهداف جزيرة غوام الأمريكية. لكن الصين، الحليف الوحيد لكوريا الشمالية، طالبت الطرفين بضبط النفس. وذكر البيت الأبيض في بيان أن الرئيسين أكدا، خلال مكالمة هاتفية، على التزامهما بنزع السلاح النووي لشبه الجزيرة الكورية. وقال البيان: اتفق الرئيس ترامب والرئيس شي على أن كوريا الشمالية يجب أن توقف سلوكها الاستفزازي والتصعيدي . وأفادت وسائل إعلام صينية رسمية بأن الرئيس الصيني حث كافة الأطراف المعنية على وقف الأقوال والأفعال التي قد تفاقم الأزمة. لكن بيان البيت الأبيض لم يأت على ذكر ذلك في بيانه. وأكد البيان على تمتع الرجلين بعلاقات قوية، وهو ما سيفضي إلى تحقيق حل سلمي لأزمة كوريا الشمالية. وكان ترامب وبخ بكين في وقت سابق، قائلا إن بإمكانها فعل المزيد حيال بيونغ يونغ. وقد تصاعدت التوترات منذ قيام كوريا الشمالية باختبار صاروخين بالستيين عابرين للقارات في جويلية. وقد أغضب قرار الأممالمتحدة الأسبوع الماضي بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية النظام في بيونغ يونغ. اليابان تنشر باتريوت وتستعد نشرت قوات الدفاع الذاتي اليابانية منظومات باتريوت المضادة للصواريخ على أراضيها، بعد إعلان كوريا الشمالية نيتها إطلاق صواريخ بالستية باتجاه جزيرة غوام. وأوضحت وكالة كيودو اليابانية للأنباء، أن منظومات باتريوت تم نشرها في بلديتي سيماني، وهيروشيما الواقعتين في جزيرة هونشو، وفي بلديتي إهيمه، وكوتشي الواقعتين في جزيرة شيكوكو الجنوبية الغربية. كما توجهت سفينة حربية يابانية مزودة بنظام (AEGIS) المضاد للصواريخ إلى بحر اليابان، بحسب قناة NHK. يشار إلى أن هذه البلديات الأربع يمكن أن تقع على مسار الصواريخ الكورية الشمالية في حال إطلاقها صوب جزيرة غوام. وكانت سلطات طوكيو أعلنت، يوم 10 أوت الجاري، أن قوات الدفاع الذاتي اليابانية بإمكانها اعتراض الصواريخ البالستية الكورية الشمالية إذا ألقتها بيونغ يونغ باتجاه جزيرة غوام. وكانت قيادة القوات الاستراتيجية الكورية الشمالية أفادت، في وقت سابق، في بيان، بأنها تخطط لتوجيه ضربة استباقية إلى جزيرة غوام. وأوضح البيان أن الضربة تقضي بإطلاق 4 صواريخ بالستية متوسطة المدى من طراز هواسونغ-12 باتجاه جزيرة غوام، وأن خط سيرها سيمر من خلال الأراضي اليابانية. وأكد البيان أن إطلاق هذه الصواريخ سيشكل تحذيرا أساسيا للولايات المتحدة. من جهته، هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، برد عنيف على كوريا الشمالية إذا استهدفت جزيرة غوام. كوريا الشمالية تحشد ملايين المتطوعين أعلنت كوريا الشمالية أن نحو 3.5 مليون من مواطنيها أعربوا عن استعدادهم للتطوع للانضمام للقوات المسلحة بغية التصدي للعقوبات الأممية الجديدة ضد بيونغ يونغ وقتال الولاياتالمتحدة. وأفادت صحيفة رودونغ سينمون الرسمية امس السبت، بأن هؤلاء المتطوعين، وهم عمال وموظفون في الحزب الحاكم وعسكريون متقاعدون، أكدوا أنهم مستعدون للانضمام أو إعادة الانضمام إلى صفوف الجيش الشعبي الكوري، على خلفية نشر وكالة الأنباء المركزية الكورية، الاثنين الماضي، بيانا يدين بشدة العقوبات الجديدة التي صادق عليه بالإجماع مجلس الأمن الدولي. تجدر الإشارة إلى أن الأوضاع المعقدة أصلا حول كوريا الشمالية أصبحت على وشك أن تؤدي لنشوب صراع مسلح على خلفية تبادل التهديدات النارية بين بيونغ يونغ وواشنطن، وذلك في وقت أحرزت فيه كوريا الشمالية تقدما ملحوظا في تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي، مما أتاح لسلطاتها الإعلان عن امتلاكها صواريخ قادرة على استهداف الولاياتالمتحدة.