تناقل الإعلام الهندي تسجيلا لعراك بالأيدي بين عشرات الجنود الهنود والصينيين على الحدود بين البلدين، مشيدة بقيادات الجانبين التي حالت دون تحول الاشتباك إلى حرب طاحنة بين عملاقين. وذكرت صحيفة Times of India، أن الجنود الصينيين حاولوا خلال الاشتباك التسلل إلى الأراضي الهندية، إلا أن الهنود استدركوا الأمر وصدوهم على الفور. وأشارت الصحيفة إلى أن العراك لم يضع أوزاره إلا بعد أن تدخلت قيادتا الجانبين وفضّت الخلاف في إطار الآلية التي تبنتها نيودلهيوبكين للوقاية من الحوادث الحدودية. وأكدت الصحيفة أن جنود الجانبين أعادوا رفع علمي بلديهما، وتراجعوا كل إلى موقع تمركزه دون أي انتهاك للحدود وسيادة الجار، ولفتت النظر إلى توقيت الحادث، الذي تزامن مع احتفال الهند بعيد استقلالها السبعين. تجدر الإشارة إلى أن قوات تابعة لحرس الحدود الهندي كانت قد توغلت الشهر الماضي في الأراضي الصينية التي تسميها بكين التبت الجنوبية، وتطلق عليها نيودلهي هضبة دوكلام، وعرقلت هناك أعمالا إنشائية كان يديرها عمال صينيون ناشطون في شق الطرقات، وسارعت الخارجية الصينية إلى شجب الممارسات الهندية مطالبة نيودلهي بسحب قواتها على الفور. ويتركز الخلاف بين الصينوالهند في ترسيم حدودهما الممتدة على 4 آلاف كم، حيث تعد أروناتشال براديش أهم نقاط المواجهة، منذ أن ألحقت بأراضي الهند إبان الاستعمار البريطاني. وبعد نيل البلدين استقلالهما مطلع خمسينيات القرن الماضي، طالب كل منهما بالسيادة على المنطقة، حتى احتدم الصراع بينهما بعد لجوء القائد الروحي لمنطقة التبت الدلاي لاما إلى الهند هربا من السلطات الصينية سنة 1959. وفي عام 1962، اندلعت الحرب الصينيةالهندية التي انتهت بهزيمة مدوية لنيودلهي رغم احتفاظها بولاية أروناتشال براديش بعد انسحاب القوات الصينية تحت ضغوط دولية. واندلعت المواجهة الثانية بين البلدين سنة 1987، عقب إعلان نيودلهي أروناتشال براديش ولاية هندية، الأمر الذي أنذر بنشوب حرب جديدة أطفأت فتيلها الجهود الدبلوماسية، التي يشكك بعض المراقبين الآن في قدرتها على تهدئة النفوس ثانية في التبت الجنوبية ودوكلام.