طالب زيد بن رعد الحسين، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، بضرورة إجراء تحقيق دولي على وجه السرعة في تقرير بشأن ارتفاع عدد قتلى بين المدنيين قتل معظمهم في غارات التحالف الذي تقوده السعودية. وقال بن رعد في كلمة ألقاها أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن ما بذل من جهود قليلة لمحاسبة المسؤولين عن ذلك خلال العام الماضي غير كاف، بالنظر إلى فداحة الانتهاكات اليومية المتواصلة في هذا الصراع. وأضاف أن تدمير اليمن ومعاناة سكانه المريعة سيكون لهما عواقب طويلة الأمد في أنحاء المنطقة. وبحسب تقرير الأممالمتحدة، بلغ عدد القتلى في الحرب في اليمن 5144 شخص. وهذه هي المرة الثالثة التي يناشد فيها بن رعد بإجراء تحقيق دولي في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، حيث تقاتل قوات الحكومة، التي تدعمها السعودية، مسلحين حوثيين تساندهم إيران. وقال مكتب بن رعد الأسبوع الماضي إن 47 دولة في مجلس حقوق الإنسان لا تمارس مسؤولياتها بطريقة جدية، وحثها جميعا على التحقيق في الكارثة التي هي من صنع الإنسان بالكامل. وتقول الأممالمتحدة إن الحرب الأهلية في اليمن أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وزاد من تعقد الصراع الانهيار الاقتصادي الذي دفع ملايين الناس إلى حافة المجاعة. وأدى الشلل الذي أصيبت به أنظمة الصحة، والصرف الصحي إلى انتشار الكوليرا بسرعة غير مسبوقة من قبل، فقد أصيب نحو 650000 شخص بالمرض منذ شهر أفريل الماضي، وفاق هذا المعدل معدلات الإصابة العالمية في عام 2016 بنحو خمس مرات. ويتوقع أن تقترح السعودية وهولندا خلال جلسات مجلس حقوق الإنسان، التي تستمر ثلاثة أسابيع، مشروعي قرارين متنافسين، وتدعوان المجلس إما إلى الاستمرار في دعم التحقيق الذي تجريه السلطات في اليمن في حقوق الإنسان، وإما إلى تشكيل المجلس للجنة تحقيق خاصة به في الأمر. ومازالت الحملة التي شنتها السعودية في اليمن قبل عامين مستمرة، لكن الوضع في البلاد لم يتحسن. وقال مكتب بن رعد إن التحقيق الوطني الذي تجريه السلطات اليمنية ليس على مستوى المهمة. وتؤيد مسودة مشروع القرار الذي تقترحه هولندا، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي غربي، وجهة نظر زيد بن رعد. وقال الدبلوماسي إن التقييم العام هو أن الوضع قد ساء. وإن التسوية التي قدمت العام الماضي لم تنفذ. وأضاف أنه لا بد من رفض أحد القرارين.