قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش ل بي. بي. سي ، إن الفرصة لا تزال سانحة أمام زعيمة ميانمار، أونغ سان سو كي، لوقف اعتداءات الجيش التي أدت إلى نزوح مئات الآلاف من أقلية الروهينغا المسلمة إلى المناطق الحدودية. وأضاف أنه ما لم تتخذ سو كي إجراءات، ستكون المأساة مروعة. وحذرت الأممالمتحدة من أن اعتداءات الجيش من الممكن أن تتطور إلى تطهير عرقي. من جهتها، قالت السلطات في ميانمار إنها ترد على الهجمات الدامية التي تعرضت لها مراكز الشرطة الشهر الماضي على يد مسلحين، نافية استهدافها المدنيين. وشنت قوات الجيش هجمات على ولاية راخين بعد أن تعرضت مراكز الشرطة في الولاية، الواقعة شمال البلاد. وفي لقاء أجراه برنامج هارد توك المذاع على بي. بي. سي ، أكد غوتيريش أن زعيمة ميانمار لديها فرصة أخيرة لوقف اعتداءات الجيش أثناء خطابها للشعب الثلاثاء المقبل. وأضاف أنه ما لم يتغير الموقف الآن، أعتقد أن المأساة ستتخذ منحى مروعا، ولسوء الحظ، لا أرى إمكانية لتغيير الموقف الحالي في المستقبل . وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة السماح لأقلية الروهينغا بالعودة إلى دياره. وأشار إلى أن الجيش في ميانمار لا تزال له اليد العليا في البلاد، ما يدفع الأمور في اتجاه استمرار ما يحدث على أرض الواقع في ولاية راخين في الوقت الراهن. وتواجه سو كي، الزعيمة في ميانمار الحائزة على جائزة نوبل للسلام التي قضت سنوات عدة قيد الإقامة الجبرية في منزلها بسبب مواقفها المؤيدة للديمقراطية، انتقادات على نطاق واسع بسبب قضية الروهينجا. كما لن تحضر سو كي الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مرددة أن الأزمة تتفاقم بسبب جبال من التضليل. وأضافت أن حدة التوترات ارتفعت بسبب أخبار كاذبة تروج لصالح الإرهابيين. قيود على تحركات النازحين يأتي تحذير غوتيريش بعد إعلان السلطات في بنغلاديش إنها تحد في الوقت الحالي من تحركات حوالي 400 ألف من أقلية الروهينجا المسلمة نزحوا الأسبوعين الماضيين إلى المنطقة الحدودية مع بنغلاديش سعيا للملاذ الآمن. وقالت الشرطة في بنغلاديش إن لاجئي الروهينغا لن يسمح لهم بالانتقال إلى أي مكان آخر بخلاف المنازل التي خصصت لهم، حتى ولو كان الغرض من الانتقال هو الإقامة مع الأسرة أو الأصدقاء. وصدرت تعليمات تحث مؤسسات النقل والمواصلات والسائقين على عدم تقديم الخدمات للاجئين، كما حثت السلطات ملاك المنازل في بنغلاديش على عدم تأجير منازلهم للروهينغا. كما أعلنت السلطات في بنغلاديش أنها بصدد بناء ملاجيء للنازحين تتسع لأكثر من 400 ألف شخص بالقرب من مدينة كوكس بازار. ويرى محللون أن هذه التعليمات تستهدف الحيلولة دون اندماج اللاجئين وسط السكان في بنغلاديش وإبقائهم تحت أعين السلطات على أمل إعادتهم إلى بلادهم أو إرسالهم إلى أي بلد آخر في المستقبل. وشنت ميليشيات من أقلية الروهينغا في 25 أوت الماضي في ولاية راخين، الواقعة شمال ميانمار، ما أدى إلى مقتل 12 من قوات الأمن. وروى بعض الفارين من ميانمار من أقلية الروهينغا ل بي. بي. سي في وقت سابق بممارسات القتل، والاغتصاب، وحتى المذابح التي تعرضوا لها في ولاية راخين، وهو ما تأكد من رواية طاقم بي. بي. سي في الولاية، إذ أكدوا أنهم رأوا منازل متفحمة هناك. واتهم تقرير جديد صادر عن هيومان رايتس ووتش الجمعة الماضية جيش ميانمار بارتكاب جرائم تطهير عرقي، مؤيدا اتهاماته بقائمة من القرى المستهدفة التي تعرضت لهجمات تضمنت حرق الكثير من المنازل. في المقابل، يحمل المسؤولون في ميانمار المتمردين من الروهينغا مسؤولية أحداث العنف التي تشهدها البلاد وسط دعوات من زاو هاتي، المتحدث باسم الحكومة، لمن فقدوا منازلهم باللجوء إلى أماكن إيواء تعدها السلطات في ولاية راخين. رغم ذلك، أكد هاتي أنه لا يمكن السماح لكل من فروا إلى بنغلاديش بالعودة إلى ميانمار.