يتوقع مراقبون للعملية السياسية في الجزائر، أن تواجه التحالفات الحزبية الخاصة بالانتخابات المحلية المقررة في أواخر نوفمبر 2017 مخاضا عسيرا للوصول إلى تحقيق النتائج المرجوة خلال هذا الموعد، خصوصا وأنه تم الإعلان عن معظمها في الرمق الأخير من عملية جمع التوقيعات وإعداد القوائم الانتخابية. واعلنت مصالح وزارة الداخلية، أن 4 تحالفات ستدخل رسميا غمار المنافسة في المحليات المقبلة وتتمثل في كل من تكتل الفتح والذي يضم 5 أحزاب (الحزب الوطني الجزائري، الحزب الوطني الحر، حركة الوطنيين الأحرار، الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية وجبهة النضال الوطني)، تحالف البناء والذي يضم 3 أحزاب (حركة النهضة، جبهة العدالة والتنمية وحركة البناء) وتحالف الفجر والذي يضم حزبين (جبهة الجزائر الجديدة وحزب الفجر الجديد)، تحالف تاج والذي يضم 4 أحزاب (جبهة الشباب الديمقراطي، حزب النور الجزائري والتجمع الوطني الجهوي وتجمع أمل الجزائر). وباستثناء اتحاد الإسلاميين الذي شارك في التشريعيات الماضية ويكون قد كسب خبرة معتبرة في تسيير التحالف على المستوى المحلي والمركزي، تبدو التحالفات الثلاثة الاخرى بأعين ملاحظين غير قادرة على تحقيق النتائج المرجوة من التحالف على المستوى المحلي بفعل ضيق الوقت أولا والاختلافات الإيديولوجية بين الاحزاب المشكلة لها والتي ستحدث، لا محالة، مشاكل على مستوى القواعد، بسبب الصعوبات المرتقبة في تنسيق خطاب الحملة الانتخابية. ولهذه الاسباب، احجمت عديد التشكيلات السياسية عن الدخول في تحالفات لخوض غمار المحليات رغم تلقيها لعروض من قبل أخرى بغرض المشاركة في اكبر عدد من الولايات والبلديات، وفي السياق، كشف رئيس حزب التجديد الجزائري، كمال بن سالم، في تصريح ل السياسي ، أمس، أن تشكيلته السياسية تلقت ثلاثة عروض للانضمام الى تحالفات حزبية مشاركة في المحليات المقبلة ،لكن الحزب رفض بسبب ان اتصالاتهم كانت متأخرة وجاءت بعد قيام قواعد التجديد بترتيب القوائم الانتخابية وتزكيتها من طرف القيادة. وأضاف بن سالم: التحالف كان سيشكل ضررا كبيرا عليها خصوصا وان العروض جاءت في الرمق الاخير قبل نهاية الآجال القانونية لإعداد قوائم المترشحين، والقبول بها كان سيعني فقدان ثقة قواعدنا النضالية التي كانت تتطلع منذ 5 سنوات للترشح للمجالس المحلية . ورخصت وزارة الداخلية للأحزاب بدخول الانتخابات المحلية في تحالفات وطنية أو محلية في خطوة لتجاوز عجز بعض التشكيلات عن دخول السباق بسبب النسبة الإقصائية. ومن بين الشروط أنه في حال تشكيل تحالف بين حزبين فأكثر، يؤسس هذا التحالف من طرف المسؤولين الأولين للأحزاب السياسية المشاركة ويكون هذا التحالف ذو طابع وطني. وأوضحت أنه يمكن لهذه الأحزاب السياسية المشكلة للتحالف من تقديم قوائم مرشحين بصفة انفرادية، ويكون ذلك على مستوى الدوائر الانتخابية التابعة لنفس الولاية، سواء كانت بلدية أو ولائية، التي لم تشارك فيها باسم التحالف الوطني. وأكدت الوزارة أنه لا يمكن أن نجد في نفس الولاية بجميع بلدياتها قوائم مرشحين للتحالف الوطني، وقوائم أخرى مقدمة بصفة انفرادية من الأحزاب المشكلة له .