إزدياد الطلب بسوق السكوار مع اقتراب إحتفالات نهاية السنة يواصل سعر الدينار الجزائري تراجعه أمام العملات الصعبة، محققا انهيارا حادا أمام الأورو، وبات الدينار مع نهاية 2017 يدنو من مستوى 140 دينار أمام كل وحدة أوروبية على مستوى التعاملات الرسمية بينما وصل حاجز 205 دينار في سوق السكوار الموازية، ويزداد انخفاض العملة الوطنية مع ارتفاع الطلب على الدوفيز تزامنا مع احتفالات نهاية السنة الميلادية التي تشهد عادة حركة تنقلات مكثفة لخارج الوطن. وبلغ آخر تداول رسمي للدينار الجزائري مقابل الاورو قرابة ال138 دج في حين بلغ سعر صرفه بالسوق الموازية للعملة الصعبة بساحة بور سعيد بالعاصمة 205 دج، وهي مستويات قياسية. وحسب توقعات تجار العملة بسوق السكوار ، فان أسعار صرف الأورو لن تتراجع وقد تصل، حسبهم، إلى سقف 21 ألف دينار وتقفز إلى 25 ألف دينار في الأشهر المقبلة، حيث تتغير الأسعار بشكل يومي بينما توقع خبراء اقتصاد أن يصل سعر الدينار مقابل الاورو في البنك المركزي إلى 150 دينار في قادم الاشهر وهو مؤشر خطير، حسبهم، وسيؤدي لا محالة إلى التاثير بشكل سلبي على القدرة الشرائية للجزائريين. وقال خبراء اقتصاد إن انهيار الدينار يعود إلى سياسة إعادة طبع النقود التي أقرتها الحكومة، الأمر الذي أعطى إشارة للمتعاملين في الأسواق بأن قيمة الدينار ستنخفض في المستقبل، بحيث سبق وأن صرح وزير المالية عبد الرحمن راوية أن الحكومة تتوقع انهيارا جزئيا للدينار نتيجة قرار طبع النقود، إلا أنها تمتلك الإمكانيات اللازمة للتحكم في المؤشرات. وسبق للحكومة الاعلان أن 1800 مليار دينار هو حجم الكتلة النقدية المحتمل طبعها في إطار التمويل غير التقليدي وهو الخيار الذي لجات له بعد مصادقة البرلمان على تعديل قانون القرض والنقد قبل اسابيع لمواجهة الانهيار الحاد في مداخيل المحروقات منذ سنة 2015. وكانت عمليات مسح لهيئات متخصصة إفريقية وجزائرية، قد كشفت بداية هذا الأسبوع، عن أن الدينار الجزائري بات أضعف عملة إفريقية في العامين الأخيرين، مسجلا أعلى تقلب على الإطلاق وانحدارا حادا أمام العملات الأجنبية، ومن أكثر العملات الإفريقية التي سجلت أكبر فارق مقابل الدولار الأمريكي بفقدانه 19 % من قيمته أمام العملة الأمريكية.