شيعت امس بلدتا بيت أولا قرب الخليل وعناتا شمال القدس، جثامين الفلسطينيين، محمد عقل، 19 عاما، وباسل إبراهيم، 29 عاما، بعد صلاة الظهر امس، وكان الشابان قد لقيا مصرعهما برصاص الجيش الإسرائيلي اول امس خلال مواجهات اندلعت في مناطق متفرقة بين الجيش الإسرائيلي الذي عزز من انتشاره في الضفة الغربية وتحديدا على نقاط التماس، وبين حشود من الفلسطينيين في مسيرات ما سُمّي بجمعة الغضب الثانية التي دعت إليها الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة للاحتجاج على القرار الأمريكي إعلان القدس عاصمة لإسرائيل. أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة القتلى والإصابات بين صفوف الفلسطينيين خلال الاحداث الميدانية والمواجهات المستمرة منذ 8 أيام بلغت 11 قتيلا وأكثر من 3 آلاف إصابة في الضفة الغربيةوالقدس وقطاع غزة، وهو ما دفع الوزارة لإعلان حالة الطوارئ في مختلف المراكز والمستشفيات الحكومية واستعدادها للتعامل مع الإصابات في حال تجدد المواجهات في الضفة وغزة. وأكدت طواقم الهلال الأحمر الفلسطينية أنها تعاملت مع 888 إصابة في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال مواجهات الجمعة. وكان الجيش الإسرائيلي قد أشار في بيان له الجمعة إلى أن قواته تعامل مع المواجهات التي اندلعت في الضفة الغربية وقطاع غزة بمشاركة حوالي 6 آلاف فلسطيني، حيث أطلق الجيش النار باتجاه المشاركين في ما وصفه بأعمال الشغب التي استخدم الفلسطينيون خلالها الحجارة والزجاجات الحارقة وحرق الإطارات المطاطية. وكان المكتب الإعلامي لحركة فتح قد دعا مطلع الأسبوع الجاري إلى مسيرات غضب يوم الجمعة الموافق 15 من شهر ديسمبر الجاري، تنطلق من كافة المواقع، ومسيرة مركزية تنطلق بعد صلاة الجمعة المركزية التي تقام أمام حاجز قلنديا. كما استنفرت حركة حماس في ذكرى انطلاقها الثلاثين كافة الفلسطينيين لتصعيد المواجهة مع قوات الاحتلال والمشاركة في فعاليات الغضب يوم الجمعة، وإشعال المواجهات في كل نقاط التماس. وأفاد موفد بي بي سي عربي إلى القدس، عصام عكرماوي، أن منطقة باب العامود، المدخل الرئيسي للبلدة القديمة من القدس التي تضم الحرم القدسي الشريف، شهدت مواجهات محدودة بين المتظاهرين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي انتشرت بكثافة على مداخل البلدة القديمة بعد صلاة الجمعة، حيث أدى آلاف الفلسطينيين الصلاة في المسجد الأقصى. وأضاف أن القوات الاسرائيلية تتبع تكتيكا جديدا يسمح باحتجاجات صغيرة لكنها تفرق تلك الاحتجاجات بسرعة في حالة ارتفاع عدد المشاركين. كما انها امتنعت عن استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ولجأت بدلا من ذلك الى استخدام قوة المستعربين الذين يندسون بين المتظاهرين ويعتقلون من يقودون التظاهرات. وكان البيان الختامي لقمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة التي اختتمت أعمالها في الثالث عشر من الشهر الجاري، دعا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية، وتحقيق السلام العادل الشامل القائم على أساس حل الدولتين. وقد أثار إعلان ترامب الأسبوع الماضي غضبا واسعا في الدول العربية والإسلامية، إذ خرج عشرات الآلاف في مظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين. واندلعت في الأراضي الفلسطينية احتجاجات رفضا للقرار الأمريكي، وهو ما أدى إلى اشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية. كما شنت إسرائيل غارات جوية على قطاع غزة، بعد إطلاق صواريخ من القطاع على الأراضي الإسرائيلية. وقتل في الاشتباكات والغارات الجوية 4 فلسطينيين وجرح العشرات.