يواصل رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، تحركاته المكثفة للظفر بعهدة جديدة على رأس حركة الراحل، محفوظ نحناح، من خلال حرمان مناوئيه من أوراقهم الرابحة على أعتاب المؤتمر السابع المقرر في ماي المقبل، فبعدما قرر تغيير نمط الترشح لرئاسة الحركة واعتماد البرامج بدل نظام المشيخة، أبدى الرجل الراديكالي في حمس رغبة ضمنية للعودة إلى احضان الحكومة، في محاولة لإغراء ما يعرف بتيار المشاركة داخل الحزب لتجديد الثقة فيه لخمس سنوات أخرى. وأفاد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، بأن حمس على أتم الاستعداد للتنازل ووضع طموحاتها السياسية جانبا، إن لمست نوايا جادة وحقيقية للتعاون والتوافق لإخراج البلاد من وضعها الحالي وإيصالها إلى بر الأمان. وفهمت هذه الرسالة من جانب مقري الذي نشط تجمعا، السبت، بميلة، بأنها مهادنة للنظام ورغبة في العودة إلى الحكومة حتى وإن انتقد رئيس حمس السياسة الاقتصادية التي ينتهجها النظام والتي تفتقد لإستراتيجية واضحة المعالم في تسيير الشأن العام، على حد وصفه. بالمقابل، ربط مراقبون بين تغير خطاب مقري بخصوص المشاركة في الحكومة، بدواعي انتخابية بحتة ، بحيث يحاول الرجل الراديكالي استدراج ما يعرف بتيار المشاركة داخل الحركة قبيل المؤتمر السابع، وبالتالي، سحب البساط من تحت اقدام منافسه المباشر والقوي على الرئاسة الشيخ ابو جرة سلطاني الذي يعتبر زعيم الجناح المعتدل القريب من السلطة ومن أنصار ما يعرف بخيار المشاركة في السلطة. وكان رئيس مجلس الشورى الاسبق لحركة مجتمع السلم، عبد الرحمان سعيدي، قد حذر من المحاولات الجارية للتستر على حصيلة القيادة الحالية للحركة خلال الخمس سنوات الماضية، وذلك بفرض مناقشة جزئية المشاركة في الحكومة من عدمها في المؤتمر المقبل. وقال الشيخ سعيدي في حوار سابق مع السياسي ، إن الرئيس الحالي عبد الرزاق مقري مطالب بعرض حصيلته قبل الترشح للرئاسة لعهدة جديدة، فيما جدد تحذيره من السطو على رغبات المندوبين من خلال الضغط عليهم والالتفاف حول القوانين الداخلية المسيّرة للحزب قبيل مؤتمر ماي 2018. بالمقابل، أكدت مصادر قيادية من حركة حمس أن عملية تحضير المؤتمر المقرر في ماي المقبل تجري في ظروف معقدة، بسبب التجاذبات الداخلية وصراعات الأجنحة حول مستقبل الحركة وموقفها من الاستحقاق الرئاسي القادم، ومن الأوضاع السياسية التي تعرفها البلاد في السنوات الأخيرة. وأضافت أن رسالة الرئيس السابق لحمس أبوجرة سلطاني للهيئة المشرفة على تحضير المؤتمر، تعكس حالة الاحتقان والتجاذب الداخلي، بسبب مخاوف الجناح المعتدل من هيمنة جناح القيادة الحالية وتوظيف المؤتمر لتمرير أجندتها وللاستمرار على رأس حمس، والتمسك بالمواقف المعارضة للسلطة. وكانت قيادة حمس، قد عيّنت هيئة قيادية لتحضير المؤتمر القادم، ووضعت الموقف من الانتخابات الرئاسية، والوضع السياسي السائد، والخيارات الفكرية والإيديولوجية على رأس جدول أعمال المؤتمر، لكن مخاوف الترتيب لصالح الجناح الحالي طفت إلى السطح مبكرا، بعد الرسالة التي وجهها أبوجرة سلطاني للهيئة التحضيرية. وحذرت رسالة سلطاني مما أسمته بفشل المؤتمر المقبل، إذا لم تحترم قواعد اللعبة الديمقراطية، وأن طريقة التحضير صادرت حق مجلس الشورى الوطني في ضبط إيقاع السير الآمن نحو مستقبل أفضل للحركة ومؤسساتها، وأضافت لقد تم حرمان مجلس الشورى الموقر من حقه في مناقشة أربع مسائل أساسية، توفر للمؤتمر أجواء التوافق واحترام قواعد اللعبة الديمقراطية من جهة، وتضمن للمؤتمرين من جهة أخرى تكافؤ الفرص، وتضفي على النتائج الشرعية الكاملة والشفافية الواجبة في التعامل مع النصوص .