بدأت حافلات تقل مدنيين ومسلحي المعارضة في مغادرة بلدات، تسيطر عليها المعارضة المسلحة، في الغوطة الشرقية. وكان من المزمع بدء مغادرة مسلحي المعارضة وأسرهم وغيرهم من السكان من بلدات زملكا وعربين وعين ترما صباح السبت، ولكن الحافلات وصلت في ساعة متأخرة من النهار. ووفقا للاتفاق بين القوات الحكومية السورية وبين جماعة فيلق الرحمن ، جماعة المعارضة المسلحة الرئيسية في المنطقة، سيتم نقل مسلحي المعارضة إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في إدلب. ووردت تقارير عن أن المفاوضات مع جماعة جيش الإسلام بشأن استسلام مدينة دوما ما زالت مستمرة. وقتل مئات الأشخاص منذ شنت القوات الحكومية السورية، مدعومة بالجيش الروسي، عملية عسكرية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة الشهر الماضي. والغوطة الشرقية هي المعقل الأخير للمعارضة المسلحة على مشارف دمشق، ولكن لم يبق تحت سيطرة مسلحي المعارضة إلا نحو 10 في المئة فقط من أراضيها. وأدت عملية برية، مدعومة بغطاء جوي روسي، بدأت في 18 فيفري الماضي إلى سيطرة الحكومة السورية على معظم مناطق الغوطة الشرقية، وتسعى الحكومة السورية إلى إخلاق الجيوب الثلاثة الأخيرة الباقية عن طريق اتفاقات إجلاء. وكان مسلحو فيلق الرحمن أحدث جماعة من جماعات المعارضة المسلحة تغادر الغوطة الشرقية وسبقتها جماعة مسلحة أخرى غادرت حرستا الأسبوع الماضي. وقالت وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا) إن قافلة مكونة من 17 حافلة تقل 981 شخص غادرت الغوطة الشرقية في ساعة متأخرة من السبت. وأظهرت تسجيلات بالفيديو حافلات تصطف عند نقطة عبور إلى الغوطة الشرقية قبل أن تبدأ رحلتها. واستمرت عمليات الانسحاب أمس الأحد، ومن المتوقع أن يغادر المنطقة نحو سبعة آلاف شخص، وفقا للاتفاق. وعرض التلفزيون الرسمي السوري تسجيلات قوات الجيش السوري وهي تدخل البلدات التي غادرها المسلحون. كما عرض التلفزيون السوري صورة أسرى أطلقت المعارضة المسلحة سراحهم وهم يستقلون حافلات. وتضم الغوطة الشرقية جماعات شتى من المعارضة المسلحة، ومن بينها جماعات متشددة، وأدى الاقتتال بينها إلى فقد مناطق كبيرة من الأراضي للحكومة السورية. وتقع الغوطة الشرقية في ريف دمشق، على مشارف العاصمة، مما مكن المعارضة المسلحة من شن هجمات بمدافع الهاون على مناطق وسط العاصمة مما تسبب في مقتل مدنيين.