بدأ، الثلاثاء، سريان وقف لإطلاق النار لخمس ساعات كانت روسيا قد دعت إليه في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب العاصمة السورية دمشق، كما ذكرت وكالة رويترز للأنباء. ويهدف وقف إطلاق النار للسماح للناس بمغادرة المنطقة التي يستهدفها هجوم عنيف تشنه الحكومة السورية المدعومة من روسيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا لوقف إطلاق النار يومياً من الساعة التاسعة صباحاً إلى الثانية ظهراً (من 07:00 إلى 12:00 بتوقيت غرينتش)، وإتاحة "ممر إنساني" للسماح للمدنيين بمغادرة المنطقة التي أسفر قصفها عن مقتل مئات المدنيين منذ 18 فيفري. وأصدر مجلس الأمن الدولي قراراً، السبت، يطالب بوقف إطلاق النار في عموم سوريا لمدة 30 يوماً. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الهدوء يسود الغوطة الشرقية بشكل عام منذ منتصف الليل رغم سقوط أربعة صواريخ على بلدة دوما في الصباح. وفي وقت لاحق قال المرصد السوري، إن ضربات جوية أصابت بلدتين بالغوطة الشرقية، الثلاثاء، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا. وأضاف المرصد، أن طائرات هليكوبتر أسقطت قنبلتين على بلدة الشيفونية، كما قصفت طائرة حربية بلدة الأفتريس. ونفى مصدر في الجيش السوري التقرير. ونقلت وكالة تاس للأنباء عن الجيش الروسي اتهامه لمقاتلي المعارضة في الغوطة، الثلاثاء، بإمطار ممر إنساني بقذائف المورتر. وأضاف الجيش، أنه لم يتمكن مدني واحد من المغادرة عبر الممر الذي يهدف إلى السماح للمدنيين بالخروج من منطقة الصراع. ونفت جماعة جيش الإسلام في الغوطة، منع المدنيين من مغادرة المنطقة المتاخمة لدمشق كما نفت قصف ممر إنساني للخروج. وقال ياسر دلوان رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام: "لم نمنع أحداً والمدنيون يتخذون قرارهم". وذكرت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، أن الإجراءات التي اتخذت بالاتفاق مع القوات السورية تهدف إلى مساعدة المدنيين على المغادرة وإجلاء الجرحى والمرضى. لكن وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن، إحدى جماعات مقاتلي المعارضة الرئيسية في الغوطة الشرقية، قال في تغريدة "إجبار المدنيين على التهجير القسري أو الموت بالقصف والحصار جريمة روسية لا يمكن السكوت عنها". والغوطة الشرقية هي آخر معقل كبير قرب دمشق لمقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالرئيس بشار الأسد الذي استطاع طرد مسلحين من مناطق عديدة بدعم عسكري من روسيا وإيران. وراح مئات الآلاف ضحية الحرب السورية التي توشك على دخول عامها الثامن، كما اضطر نصف عدد السكان في البلاد قبل الحرب، وهو 23 مليون نسمة، لترك منازلهم.