يتربع الغطاء الغابي بالشلف على مساحة تزيد عن 99 ألف هكتار وهو ما يمثل 24 بالمئة من مجمل مساحة الولاية، فيما تتنوع هذه الغابات بين الفلين والصنوبر الحلبي والبلوط والأحراش بما يمكن أن يجعل من الاقتصاد الغابي مجالا استثماريا طموحا خاصة في سياق تشجيع الوزارة الوصية لهكذا استثمارات من شأنها خلق مصادر الثروة المحلية. وفي تصريح، كشف رئيس مصلحة توسيع الثروة الغابية والاستثمار، يوسف جبور، على هامش فعاليات الأبواب المفتوحة على محافظة الغابات، أن مصالحه قد خصصت مساحة مهمة من الغطاء الغابي للولاية في مختلف صيغ الاستثمار أمام المتعاملين الاقتصاديين والفلاحين، وهذا في إطار مسعى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري لبعث وترقية هذا المجال واستغلال أمثل لثروات الولاية. وأشار جبور إلى أن محافظة الغابات سخّرت كل الامكانيات التي من شأنها تشجيع المستثمرين على الخوض في مجال الاقتصاد الغابي، فضلا عن تسهيل الاجراءات وكذا كراء المساحات ومنح عقود الامتياز بمبالغ رمزية حيث بلغت مداخيل هذه الهيئة في إطار كراء الفراغات القابلة للحرث على سبيل المثال قرابة السبع ملايين دينار عن 1135 هكتار منحت ل534 مستفيد عبر 23 بلدية. إستغلال 11 ألف هكتار لتربية الحيوانات الصغيرة ودائما في سياق دعم فرص الاستثمار واستغلال الموارد الطبيعية المحلية، تمنح محافظة الغابات بالتنسيق مع مختلف الهيئات الناشطة في هذا المجال فرص الاستثمار الغابي في عديد الاختصاصات على غرار كراء محيطات استصلاح الأراضي في اطار عقود الامتياز، إذ تم تخصيص هذه السنة زهاء ال11 ألف هكتار بتسع بلديات للاستغلال في نشاطات تربية الحيوانات الصغيرة (النحل والأرانب)، زراعة الأشجار المثمرة وكذا إعادة غرس المساحات الغابية. واعتبر جبور أن هذه الأبواب الاعلامية ستكون فرصة للتقرب أكثر من المستثمرين والفلاحين، مشيرا إلى أن الاطار القانوني المنظم لعملية الاستثمار الغابي ومنح محيطات الاستصلاح يحدد مدة عقود الامتياز بالنسبة لتربية الحيوانات ب20 سنة، 40 سنة بالنسبة للأشجار المثمرة و90 سنة بالنسبة للتشجير الغابي. إرتفاع معدل إستغلال الثروة الخشبية وفيما يتعلق باستغلال الثروة الخشبية، أوضح ذات المتحدّث أن معدل استغلال الخشب خلال السنوات الأخيرة بلغ 4000 متر مكعب فيما سجل سنة 2017 استغلال 2958 متر مكعب مقابل 1519 متر مكعب سنة 2016. أما بالنسبة للفلين الذي ينتشر عبر 8700 هكتار من مجموع المساحة الغابية، فقد تم انتاج طيلة الفترة 1996 إلى 2017 قرابة 8000 قنطار منها 559 قنطار سنة 2017. كما تراهن محافظة الغابات، وفقا لنفس المصدر، على بعث السياحة الغابية ونشر هذه الثقافة لدى الساكنة المحلية خاصة ان الكثافة السكانية بالشلف تتجاوز المليون نسمة، حيث تم في هذا الشأن اقتراح خمس غابات للاستجمام ويتعلق الأمر بغابة بيسة وغابة غانسو بالإضافة إلى 3 مساحات أخرى بغابة الشلف، فيما تم تقريبا الانتهاء من اجراءات المصادقة على مقترح بيسة كما توجد غابة غانسو قيد الدراسة في انتظار معالجة المقترحات الثلاث الأخرى مستقبلا. بدوره، يعتبر مجال النباتات الطبية ومشتقاتها إحدى الاختصاصات التي يمكن أن تشكل فرص هامة للاستثمار الطبي والتجاري في ظل توفر أنواع عديدة من النباتات والأعشاب وكذا اقتراح من طرف الوزارة الوصية انشاء مكاتب تسهر على تنظيم هذه التجارة وتسويقها وتتبع مباشرة لوزير الفلاحة، حسب الشروحات المقدمة. وتحصي مصالح الغابات زهاء السبع أنواع من النباتات الطبية على غرار الخزامى التي تم خلال سنتي 2016-2017 استخراج منها حوالي 20 قنطارا من طرف أحد المستثمرين الخواص واستعملت فيما بعد لاستخراج كمية من الزيوت الأساسية لإنتاج مجموعة من الأدوية لكثير من الأمراض. كما تجدر الاشارة إلى أن فعاليات الأبواب الإعلامية المفتوحة على محافظة الغابات شهدت اقبالا كبيرا للسكان المحليين في ظل إقامة معارض للحيوانات النادرة وكذا الأشجار والثروة الغابية فضلا عن عديد المستثمرين والفلاحين الذين أبدوا رغبة ملحة في استغلال فرص الاستثمار. يذكر أن الموقع الجغرافي لولاية الشلف ينحصر بين سلسلتين جبليتين: جبال الظهرة شمالا وجبال الونشريس جنوبا، فيما تقدّر مساحتها الاجمالية ب479.100 هكتار من ضمنها أزيد من 99 ألف هكتار هي عبارة عن غابات.