دخل مصنع تحويل الطماطم ببلدية رقان (150 كلم جنوب أدرار) مرحلة إنتاج وتعليب الطماطم ثلاثية التركيز انطلاقا من استغلال محاصيل الطماطم الصناعية بالمنطقة. وتأتي هذه الخطوة بعد أن أعيد بعث نشاط مصنع (الفقارة) لتحويل الطماطم الذي توقف لأكثر من عشرين سنة والذي كان معلمة اقتصادية بالمنطقة حيث استأنف نشاطه بمبادرة من أحد المستثمرين الخواص في إطار تشجيع الإستثمار الفلاحي وترقية الفلاحة الصحراوية بالولاية. وقد تضاعفت القدرة التحويلية لهذه الوحدة بعد استئناف نشاطها من تحويل 250 طن إلى 1.500 طن من الطماطم الطازجة في اليوم بفضل دعم الدولة ومرافقة أجهزتها التمويلية في توسيع نشاطها وتجديد وتعزيز العتاد، حسبما أوضح أحد مسؤولي الوحدة، أوشريف عبد الحميد. وتعتمد الوحدة في نشاطها على 75 متعاملا فلاحيا بالمنطقة الذين يزودونها بالطماطم الطازجة انطلاقا من مزارعهم الحديثة منها والتقليدية التي تمتد على مساحة إجمالية تتجاوز 1.170 هكتار، في حين يسعى المسيرون إلى مضاعفة هذه المساحة من خلال تعزيز الوحدة بأرض فلاحية على مساحة 5.000 هكتار، حسبما أشير إليه. ومن جانبهم، أعرب الفلاحون بالمنطقة عن استبشارهم خيرا بهذه الوحدة التي أعيد بعث نشاطها حيث ذكر في هذا الصدد الفلاح بن كادي عبد القادر من منطقة تيدماين ببلدية أزجمير، أن استرجاع نشاط الوحدة (أعاد الأمل في استرجاع تلك الفترة الذهبية لإنتاج الطماطم التي عرفتها ولاية أدرار خلال العقود الماضية)، داعيا إلى الحفاظ على هذا المكسب من خلال الإستمرار في نشاط زراعة الطماطم وتوسيعه. وبدوره، ثمن الأمين الوطني بالإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين بأدرار موساوي عبد السلام، هذه الخطوة التي وصفها بالشجاعة التي أقدم عليها أحد المستثمرين الخواص، مشيرا إلى أن مثل هذه الأنشطة تستحق كل الدعم والمرافقة. وفي السياق ذاته، أوضح المدير الجهوي لبنك الفلاحة والتنمية الريفية بأدرار، إيبرسان محند، أن مصالحه عملت منذ البدايات الأولى على بعث نشاط على هذه الوحدة من خلال مرافقتها ماليا واستشاريا سيما بعدما لمست النجاعة الإقتصادية من هذا النشاط الواعد، مؤكدا أن أبواب البنك تبقى مفتوحة دائما لمرافقة الراغبين في الإستثمار بالمنطقة. وجدد بدوره والي أدرار، بكوش حمو، استعداد مصالحه لمرافقة كل المتعاملين الإقتصاديين الراغبين في الإستثمار بالولاية من أجل إنجاح أنشطتهم وتوسيعها، مؤكدا لدى إشرافه على انطلاق عملية تعليب الطماطم ثلاثية التركيز الموجهة للإستهلاك المباشر أن هذه الوحدة بعثت الأمل من جديد في أوساط الفلاحين المحليين الذين عزفوا عن هذا النشاط الفلاحي بسبب توقف نشاط الوحدة في سنوات ماضية.