استضافت الجزائر أمس اجتماعا لآلية دول الجوار العربي الثلاثية، والتي تضم كل من مصر وتونس والجزائر، لمناقشة الاوضاع في ليبيا، بالموازاة مع الاعلان عن الخطة الاممية لانهاء الازمة والتي تضمنت تعديل بنود السلطة التنفيذية في الاتفاق السياسي وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية العام الحالي في الجارة الشرقية التي تعيش على وقع تدهور الوضع الامني منذ الاطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في 2011. وترأس وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، أمس بالجزائر العاصمة، اجتماعا وزاريا ثلاثيا يضم كلا من الجزائر ومصر وتونس حول ليبيا بمشاركة وزيري الشؤون الخارجية المصري سامح شكري والتونسي خميس الجهيناوي. وقال بيان لوزارة الخارجية، إن الاجتماع الجديد يندرج في إطار التشاور المستمر بين البلدان الثلاثة حول الوضع السائد في هذا البلد الشقيق والمجاور. وأدرج المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبوزيد، الاجتماع في إطار الاجتماعات الدورية لآلية دول الجوار العربي لليبيا والتي تعقد بين الدول الثلاث بصفة مستمرة للتباحث بشأن آخر مستجدات الشأن الليبي. واعتبر أن الاجتماع يأتي في توقيت بالغ الأهمية، يتم خلاله تكثيف الجهود الأممية من أجل كسر حالة الجمود التي تنتاب المسار السياسي للأزمة الليبية واستكمال خريطة الطريق من خلال عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وكذا الجهود المصرية الرامية إلى توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، فضلا عن التصدي للتحديات الخاصة بمكافحة الإرهاب. بدوره، قال وزير الشؤون الخارجية التونسية خميس الجيهيناوي لراديو موزاييك التونسي، إن انعقاد الاجتماع الرابع، بدعوة من الجزائر لمناقشة الملف الليبي، هو تنفيذ لمبادرة رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي التي أطلقها في 2016 والمتعلقة بالحل السياسي الشامل في ليبيا. وأكد خميس الجهيناوي أنه سيتم خلال الاجتماع مقارنة تحاليل البلدان الثلاثة حول الوضع العام في ليبيا وكيفية دعم مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا ومساعدته على التقدم في تنفيذ خارطة الطريق التي تم إقرارها في اجتماع مجلس الامن شهر الفاتح 2017 بنيويوروك وتم فيها تعديل اتفاق الصخيرات والاستجابة لمطالب الجانب الليبي في الشرق وطرابلس. وأضاف وزير الخارجية التونسي انّه سيتم التباحث خلال الاجتماع حول كيفية مساعدة المبعوث الخاص في إقامة انتخابات في ليبيا قبل نهاية سنة 2018، وخاصة خلق ظروف مناسبة لإنجاحها وإنجاح الخطة الأممية التي تعثر تنفيذها بسبب الوضعين السياسي والأمني القابل للتصعيد. كما أشار إلى أن الإعلان عن مقترحات أو مبادرة تونسية جديدة سيكون فور الاستماع لتحاليل نظيريه الجزائري والمصري، مؤكدا أن الاجتماع الرابع لوزراء خارجية مصر وتونس والجزائر يهدف إلى مساعدة الشعب الليبي على الخروج من المرحلة الضبابية وتمكينه من صيغة حول كيفية انتخاب قيادة ليبية تسيّر البلاد في المرحلة القادمة. وحول هذا اللقاء الذي تحتضنه الجزائر، أكد المحلل السياسي مخلوف ساحل أن احتضان الجزائر لهذا الاجتماع يعد تأكيدا على دور الجزائر، مذكرا بدور الجزائر وموقفها الثابت من الازمة الليبية الداعي الى تغليب الحوار ورفض التدخل الاجنبي والتدخل العسكري، مضيفا ان هذا اللقاء يؤكد على اهمية الحوار والتنسيق بن دول الجوار الليبي.