تمكن فريق للحفريات لملحقة تلمسان للمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، مؤخرا، من اكتشاف أدوات حجرية وعظام لحيوانات على مستوى مغارة ما قبل التاريخ غار لحمام لتفسارة ببلدية عزايل (35 كلم جنوبتلمسان)، حسبما استفيد لدى ابراهيم شنوفي، محافظ ورئيس التراث الثقافي بمديرية الثقافة للولاية. ومن جهته، أشار يوسف صام، باحث بالمركز الوطني المذكور ومسؤول هذه العملية، أن هذه الحفريات قد تمت بفضل ترخيص صادر عن وزارة الثقافة على أساس استكشاف إيجابي لهذه المغارة أي جمع من السطح للقطع الحجرية المتشكلة من أحجار مصقولة (أسلحة أو أدوات). للإشارة، فإن المسح الذي أجري بعين المكان في 2017 أسفر عن نزع عظام الحيوانات. وتشير التقديرات الأولى إلى أن هذه الأدوات تعود إلى الفترة ما بين 8.000 و14.000 سنة ما قبل الميلاد، حسبما أكده هذان المختصان. وتكمن الأهمية وخصوصية هذه الحفريات في التأكيد على الطابع الفريد لهذه المغارة الذي جاءت لإثراء المواقع التي تعود إلى ما قبل التاريخ بمنطقة تلمسان التي تضم ملاجئ مويلح بالقرب من مغنية و بحيرة كرار للرمشي وغيران أريح أو مغارة الريح بين أوزيدان وعين الحوث، حسبما أشير إليه. وقد تم اكتشاف هذه المغارة ما قبل التاريخ بتفسارة منذ سنتين من طرف فريق من الباحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ ومختصين فيما قبل التاريخ، استنادا لنفس المصدر. وحسب الباحث يوسف صام، فإن القطع الأثرية المكتشفة تم تحويلها إلى ملحقة تلمسان لذات المركز الوطني الواقعة بمركز الدراسات الأندلسية من أجل الدراسة المعمقة، مع العلم أن عمليات لحفريات أخرى تعد ضرورية من أجل فهم أحسن لكيفية شغل المغارة وحياة رجالها في ما قبل التاريخ على ضفاف التافنة. وموازاة مع ذلك ومن أجل حماية موقع المغارة، تم تجسيد عمل تحسيسي لدى السلطات والجمعيات المحلية من أجل وضع حراسة وإنجاز سياج محيط بالموقع، حسبما أشير إليه، مع التركيز على مدى استعداد كلا الطرفين لتنفيذ أحسن لهذه المهام. ومع فتح الملحقة المذكورة، فإن مجال ما قبل التاريخ شرع في دراسته منذ ثلاث سنوات على مستوى منطقة تحتضن مواقع معروفة وانطلقت استكشافات ميدانية بتلمسان وبحوض تافنة الذي يضم ولاياتي عين تموشنت وسيدي بلعباس، فضلا عن مسح تم إنجازه ببحيرة كرار للرمشي.