أعلن مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، الأستاذ سليمان حاشي بتيغنيف بمعسكر، عن عثور باحثين تابعين للمركز وهيئات علمية أخرى، خلال الأسبوع الجاري، على بقايا حيوانات وأدوات بموقع رجل تيغنيف القديم تعود لقرابة ال1 مليون سنة. وأعلن حاشي خلال لقاء مع الصحافة بالموقع، الذي ضم أقدم بقايا إنسان عاش في شمال إفريقيا، أن الحفريات التي انطلقت منذ قرابة الأسبوعين بالموقع بمشاركة 18 باحثا جزائريا و4 آخرين إسبان يقودهم الأستاذ سحنوني محمد سمحت بالعثور على بقايا تخص حيوانات وأدوات حجرية مصنوعة بالمنطقة يمكن أن تساهم بدقة في تحديد الفترة الزمنية للمنطقة منذ عاش فيها الإنسان. ومن جهته، ذكر الأستاذ سحنوني محمد، بأن البقايا التي عثر عليها في منطقتي البحث الشمالية و الجنوبية تخص عظام وأسنان حيوانات الفيل وفرس النهر ووحيد القرن والحمار الوحشي والخنزير البري وأدوات حجرية مختلفة، إضافة إلى أدوات لصناعة أوني حجرية. وأفاد بأن هذه القطع سيتم نقلها نحو مختبرات المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ لتحليلها علميا والعمل على الوصول إلى فهم نمط معيشة الإنسان في تلك الفترة وسلوكه ومستوى ذكائه، كما ستسمح بالوصول إلى تحديد أدق لعمر هذه القطع التي كانت محدّدة بحوالي 700 ألف سنة ويرجّحها أن تصل إلى 1 مليون سنة. وصرح سليمان حاشي من جهة أخرى، أن الباحثين المشاركين في الحفريات يتوقعون العثور على بقايا أخرى للإنسان بموقع رجل تيغنيف وهو السبب الذي دفع المركز الذي يشرف عليه إلى إعادة فتح عملية التنقيب بالموقع قبل 3 سنوات. ولفت المسؤول الى أن باحثي المركز الواقع تحت وصاية وزارة الثقافة يعملون حاليا على مستوى 15 موقع أثري يعود لما قبل التاريخ بولايات بشار وأدرار ومستغانم وتلمسان ومعسكر وسطيف وبجاية والطارف وباتنة وتبسة وتمنراست وإيليزي. يذكر أن موقع رجل تيغنيف الواقع بالبلدية التي تحمل نفس الاسم، حوالي 20 كلم عن معسكر، يتربع على مساحة تقارب ال35 هكتار مصنف ضمن التراث الثقافي الوطني واكتشف سنة 1956 من قبل مختصين فرنسيين حيث قدّروا عمر العظام والأدوات المكتشفة بحوالي 700 ألف سنة، إلا أن باحثين جزائريين يؤكدون أن تحديدا أكثر دقة يؤكد تجاوزها 1 مليون سنة واقترحت مديرية الثقافة لولاية معسكر إنجاز متحف في الهواء الطلق يضم القطع الأثرية المكتشفة في الموقع الذي تم تأمينه بشكل كامل.