يوما بعد يوم، يتأكد، بما لا يدع مجالا للشك، بأن الجزائر هي آخر القلاع الباقية للدفاع عن القضية الفلسطينية التي خانتها العديد من الأنظمة العربية إما بالتطبيع مع الكيان الصهيوني أو بالإخلال بالتزاماتها المالية والدبلوماسية وحتى الأخلاقية تجاه دولة فلسطين، وما إشادة البرلمان العربي بالدعم الكبير الذي تقدمه الجزائر لموازنة دولة فلسطين وصندوقي الأقصى والقدس إلا فصل متواصل من فصول الدعم الجزائري لصمود الشعب الفلسطيني. وأشاد البرلمان العربي بالدعم الكبير الذي تقدمه الجزائر لموازنة دولة فلسطين وصندوقي الأقصى والقدس نصرة لصمود الشعب الفلسطيني. وأوضح بيان لمجلس الأمة امس أن البرلمان العربي أشاد، خلال اجتماعه مؤخرا بالرباط بالمملكة المغربية، بالدعم الكبير الذي تقدمه الجزائر لموازنة دولة فلسطين وصندوقي الأقصى والقدس، نصرة لصمود الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها الأبدية مدينة القدس. وفي هذا الإطار، ثمن رئيس البرلمان العربي، مشعل بن فهم السلمي، في رسالة وجهها إلى رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، جهود الجزائر الكبيرة والمقدرة، دعما لقضية العرب الأولى فلسطين ووفائها بتسديد التزاماتها في موازنة دولة فلسطين. وأضاف البيان أن مشعل بن فهم السلمي نقل أسمى عبارات شكر وتقدير وامتنان البرلمان العربي للجمهورية الجزائرية، قيادة وحكومة وشعبا، على المواقف الداعمة لصمود ونضال الشعب الفلسطيني حتى ينال كامل حقوقه على أرضه وإعلان دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس . ويأتي هذا الاعتراف العربي في وقت لم تتخلف فيه الجزائر كعادتها عن نصرة فلسطين و ظهر ذلك جليا مؤخرا، من خلال إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار الذي قدمته الجزائر وتركيا بشأن توفير الحماية الدولية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وذلك بموافقة 120 دولة واعتراض ثمانية وامتناع 45 دولة أخرى عن التصويت، حيث يدين القرار الذي تم إقراره قتل المتظاهرين الفلسطينيين علي يد قوات الاحتلال الإسرائيلي ويدعو لتوفير حماية دولية للسكان المدنيين في أراضيهم المحتلة. وبالعودة إلى تاريخ الدعم الجزائري للشعب الفلسطيني، يلحظ العدو قبل الصديق المساهمة الكبيرة للجزائر في قيام الدولة الفلسطينية بداية من إعلان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطينبالجزائر سنة 1988، فالتاريخ لم ولن ينسى وقفة الجزائريين شعبا ودولة مع فلسطين المغتصبة، كما تظل العبارة الشهيرة التي خرجت من فيه الرئيس الراحل هواري بومدين الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة خالدة ما دامت الجزائر قائمة. ولن ينسى التاريخ أيضا وقفة الرئيس بوتفليقة والجزائر من ورائه كل الشعب الجزائري مع الغزاويين الفلسطينيين خلال العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة حينما قرر مساعدة استثنائية عاجلة لغزة المنكوبة، فضلا عن التقدم بمبادرة لدى الهيئة الأممية لوقف تقتيل وتذبيح إخواننا في غزة. وقبلها، سجل التاريخ بأحرف من ذهب خطاب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لأول مرة بالجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1974 بتقديم من الجزائر ووزير خارجيتها، آنذاك، الرئيس الحالي، عبد العزيز بوتفليقة. وتجسد الامتنان الفلسطيني للرئيس بوتفليقة شخصيا مؤخرا من خلال إعلان السلطات عن اطلاق اسم عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية الجزائرية المستقلة، على شارع ببلدة طوباس، وهو أمر لم يحدث مع أي رئيس من الأنظمة العربية.