تقدر مساحة الثروة الغابية في الجزائر بأكثر من 1.4 مليون هكتار، منها 1.2 مليون هكتار من الغابات المحضة تتواجد في المنطقة الشمالية وتمثل 11 بالمائة من مساحة الشمال و2 بالمائة فقط من مساحة الجزائر الإجمالية، حسب ما أفادت به أمس المديرة الفرعية المكلفة بالتشجير والمشاتل، رشدي صبرينة. وقالت رشدي صبرينة، خلال استضافتها بالإذاعة الوطنية، إن المجهودات تنصب على الأقل في الحفاظ على هذه الثروة أولا، ومن ثمّ، توسيع هذه المساحة من خلال البرامج التي يتم تجسيدها على غرار الورشات الشعبية والمخططات الثلاثية والخماسية، مشيرة إلى تشجير مليون هكتار بين 1962 و1999. وأضافت المسؤولة بالمديرية العامة للغابات أنه تم تشجير أكثر من 800 ألف هكتار من الأصناف الحراجية والمثمرة والرعوية بين 2000 و2017 في إطار المخطط الوطني للتشجير الذي يهدف إلى تشجير 1.245 مليون هكتار، مؤكدة أن الرهان حاليا ليس على التشجير فقط، وإنما على حماية المساحات المغروسة وتوسيعها واستغلالها بعقلانية ومواجهة التصحر الذي يهدد الغطاء النباتي نتيجة الانجراف المائي والريح، فضلا عن التغيرات المناخية التي تؤثر على الأنظمة الإيكولوجية ما أدى إلى تدهور بعض الأصناف كالأرز الأطلسي، بينما ظهرت بعض مؤشرات الجفاف بحظيرة جرجرة في الوقت الذي أصبح فيه خطر التصحر يهدد المناطق شبه الرطبة بعد أن كان يقتصر على المنطق الجافة وشبه الجافة. وتحدثت رشدي عن الاستغلال العقلاني للثروة الغابية، لاسيما في السهوب ذات الطابع الرعوي والتي تتعرض إلى ما أسمته بالرعي الجائر، أما في المناطق الجبلية، فيهددها الرعي العشوائي ما يستلزم، بحسب المسؤولة ذاتها، تنظيم هذه الأنشطة وتأطير الموالين وتحسيسهم بدلا من مواجهتهم وإشراك المواطنين في الحفاظ على الثروة الغابية. ورافعت المديرة الفرعية المكلفة بالتشجير والمشاتل لتشريع قانون ردعي وتغريم الأشخاص الذين يتسببون في خسارة الثروة الغابية وقطع الأشجار بغرامات باهظة قد تصل ل20 مليون سنتيم حتى يفكروا ألف مرة قبل الإقدام على التعدي على الغابات والأشجار.