تعتبر لعبة «بوغنجى» من بين العادات القديمة التي لا تزال قائمة في منطقة القبائل للاحتفال بيناير أو السنة الأمازيغية الجديدة. وتتمثل هذه اللعبة التي يقوم بها الفتيان و الفتيات على حد سواء بتزيين ملعقة كبيرة تعرف في المنطقة باسم «أغونجى» أو «الغراف» بألبسة تقليدية لتبدو على شكل عروس، ويجوب به الأطفال من الجنسين الذين يرتدون بدورهم أزياء تقليدية تتمثل في الجبة القبائلية و البرنوس الأبيض،أرجاء القرية و يطرقون أبواب المنازل ليطلبوا منهم سبعة أنواع من الحبوب الجافة، وعندما يجمعون كمية لا بأس بها، يضعونها داخل قفة ،ويأخذونها إلى امرأة عجوز ،هي أكبر سكان القرية سنا عادة و تكون بانتظارهم في منزل أحد سكان القرية لتطبخ بتلك الحبوب عشاء يناير أو «إمنسي نيناير». هذا العشاء المميز عبارة عن طبق الكسكسي مع الدجاج و الحبوب الجافة التي جمعها الأطفال وتتمثل في الفاصوليا، العدس،الفول الجاف،الحمص،الشعير ،القمح والأرز، و يلتف حول هذا الطبق التقليدي جميع سكان القرية الذين يلتقون في بيت واحد، على أمل أن تكون السنة الجديدة مليئة بالسعادة والهناء، خالية من النزاعات و المشاحنات، ليأتي الدور خلال السنة المقبلة للاحتفال بالمناسبة في بيت آخر في المنطقة. و ترتبط لعبة «بوغنجى» أيضا بعادة جلب الأمطار في يناير، حيث يقوم الأطفال بجمع البيض المسلوق من بيوت سكان القرية ، وفي طريق العودة ،وهم يحملون بو غنجي أي ملعقة «السقو» يرددون أغاني شعبية و أهازيج متنوعة ولعل أشهرها: «انزار انزار اربي سويتس ارزار»، بمعنى: «يارب اسقي الأرض حتى جذورها»، و ذلك تفاؤلا بالسنة الجديدة ، ليكون الموسم الزراعي ناجحا ومزدهرا.