الجزائر (2) = السنغال (0) أنجز المنتخب الوطني سهرة أمس المهمة باقتدار، من خلال حجز مقعده ضمن ربع نهائي النسخة الثلاثين من كان غينيا الاستوائية، بتحقيقه انتصار صعب وثمين (2 /0)، لينهي محاربو الصحراء الدور الأول في الصف الثاني خلف غانا التي فازت على جنوب إفريقيا، ورغم تساوي المنتخبين في الرصيد النقطي، تسيدت غانا»مجموعة الموت» بفضل فوزها على الخضر في الجولة الثانية. محاربو الصحراء الذين دخلوا «نهائي» مجموعة الموت بظهر إلى الحائط، أكدوا على مدار تسعين دقيقة بطولية بأنهم منتخب المناسبات الكبرى، حيث استحضر رفقاء القائد بوقرة روح مونديال البرازيل، وعرفوا كيف يروضون أسود التيرانغا على أرضية ملعب مالابو، التي كانت شاهدة على انتفاضة المحاربين الذين وفقوا في الظهور بوجه مشرف ومغاير لمقابلتيهما الأوليين، فكان الجدار الدفاعي كما «الرايس» مبولحي في مستوى الحدث بتصديهما لهجمات رفقاء الخطير سايدو ماني، وتحمل وسط الميدان بقيادة ثنائي الارتكاز المميز بن طالب و تايدر عبء المباراة، كما ظهر براهيمي ومحرز في فورمة أفضل، ما خول لرأس الحربة سوداني التحرك وإزعاج الدفاع السنغالي الذي وقف على جاهزية الخضر ورغبتهم الجامحة في الانتصار في العبور إلى دور الثمانية، ومن جهته استخلص الربان كريستيان غوركوف درس غانا، من خلال اعتماده على منهجية قوامها التوازن بين الخطوط واللعب بحذر مع منحه اللاعبين تعليمات صارمة بغلق المساحات وتضييق الممرات، والاعتماد على المرتدات لمباغتة المنافس، وهو ما جسده اللاعبون ميدانيا ليجهزوا على الأسود بثنائية نظيفة أعادت الثقة للاعبين والبسمة لملايين الجزائريين الذين عاشوا المباراة على الأعصاب، لأن المنتخب السنغالي لم يكن فريسة سهلة، وظل طرفا صعبا في معادلة التأهل حتى الصافرة النهائية. إصرار الخضر على كسب المعركة المصيرية وترويض أسود التيرانغا، عبروا عنه بنواياهم الهجومية الجادة، وضغطهم على المنافس في منطقته، وهو ما جسده سوداني باستغلال خطأ في المراقبة من المدافع صاني عند الدقيقة الأولى، مانحا فغولي كرة هدف لم يحسن الاستثمار فيها، حيث أن تواجده في وضع انفراد صريح مع الحارس لم يشفع له لتحرير الرفقاء من الضغط ومنحهم فرصة لعب مباراة أخرى، نتيجة سوء ترويض الكرة التي انقض عليها الحارس بونة كوندول، غير أن النشط رياض محرز كان في الموعد ومن كرة عرضية في العمق من القائد بوقرة (مخالفة) انفلت من الرقابة وبترويض ولا أروع للكرة على الجهة اليسرى، توغل داخل المنطقة وبمهارة عالية وبرودة دم مثالية يهز الشباك مانحا الخضر التقدم في توقيت مثالي (د11)، هدف حرر المجموعة وأعطاها الثقة بالنفس، مقابل ارتباك السنغاليين الذين يدينون لحارسهم بونة كوندول بتفادي تلقي فاتورة أثقل في المرحلة الأولى، بداية من الدقيقة العشرين أين قاد براهيمي هجوما خاطفا أنهاه بكرة لسوداني الذي تخلص من مدافع ووجه صاروخية تصدى لها الحارس السنغال بروعة، لنشهد بمرور العشرين دقيقة الأولى عودة الأسود في المباراة بمحاولات تصدى لها وسط ميدان الخضر، باستثناء محاولات سايدو ماني (د21) الذي انفلت من المراقبة لكنه أخطأ المرمى ، رغم تواجده في وضع مناسب، كما كان لمبولحي دور حاسم في إجهاض الكرات السنغالية الساخنة، فلعب دور آخر مدافع (د31) وأنقذ الخضر من فرصة خطيرة، قبل أن يكرر التصدي بالرجل (على طريقة حراس كرة اليد) من أمام المهاجم ماني على مشارف الست أمتار، ليتداول مبولحي و بوقرة وبن طالب على التصدي تباعا لثلاث كرات ساخنة في آخر أنفاس الشوط الأول، ما سمح لمنتخبنا بالعودة إلى غرف حفظ الملابس بتقدم معنوي. عقب الاستراحة تغيرت المعطيات، من خلال رمي السنغاليين بكل ثقلهم في الهجوم، محاولة منهم العودة في النتيجة، فسيطروا على جل فترات اللعب وامتلكوا الكرة لفترات طويلة، في ظل تراجع رفقاء فغولي إلى الوراء لتأمين المكسب ورص الصفوف، وهي المنهجية التي أتت ثمارها، على اعتبار أن الخضر حافظوا على نظافة شباك مبولحي وأجهدوا الأسود التي فوتت على نفسها أخطر فرصة في الدقيقة 61، غير أن ساديو ماني فشل في تجسيدها لقلة التركيز، وأمام المد الهجومي للأسود، رد الخضر بقوة بحلول الدقيقة 75 بهجوم منظم ختمه محرز على الجهة اليسرى بتمريرة عرضية ردها الحارس لتجد تايدر داخل منطقة العمليات، وعلى مرتين سدد قوية لكن تدخل الحارس في المرة الأولى والمدافع في الثانية من على الخط فوت على منتخبنا فرصة مضاعفة النتيجة، الأمر الذي تحقق بحلول الدقيقة 82 بمرتدة خاطفة استغلها بلفوضيل لمنح فغولي كرة على مشارف منطقة العمليات، مهدها بذكاء لبن طالب الذي روض ووجه «رصاصة الرحمة» التي أتت على الأسود، وحالت دون عودتها في النتيجة. ليحقق منتخبنا أولى أهدافه على الأراضي الغينية بكثير من التألق، في انتظار قمة سهرة الأحد المقبل، أين سيلعب براهيمي ورفاقه بأريحية نفسية، وبروح مغايرة.