أمطار طوفانية تغرق الطرقات و أنظمة الصرف بعدة مدن و قرى و تعزل مشاتي اجتاحت أمطار غزيرة ولاية قالمة ليلة الاثنين إلى الثلاثاء و أحدثت فيضانات بعدة مناطق، و عزلت مشاتي ريفية كانت تعتمد على مسالك ترابية في التنقل باتجاه المدن و القرى المجاورة لها. في مدينة حمام دباغ ،غمرت مياه الفيضانات منطقة الشلال و قطعت الطريق الرابط بين وسط المدينة و الفضاءات السياحية الواقعة بمحمية العرائس، و عجز معبران صغيران عن استيعاب الفيضان القوي و غمرت المياه و الأوحال ساحة الشلال و طريقين رئيسيين في ساعة مبكرة من صباح أمس. وجندت البلدية كل إمكاناتها المادية و البشرية لفتح منافذ بالمعبرين المغلقين بالحجارة و جذوع الأشجار و تمكن فريق التدخل المكون من عمال البلدية من فتح المعبر الأول قرب الشلال و تنظيف الطرقات و إعادة حركة المرور من جديد بين ضفتي وادي السخون. و ظل سكان المدينة السياحية يطالبون ببناء جسر كبير يعوض المعبرين الصغيرين أحدهما يعود إلى مرحلة الاستعمار، غير أن هذا المطلب لم يتحقق و ربما لم يدرج حتى على جدول المشاريع المستقبلية كما يقول السكان. و ببلدية بوحمدان ،عاش السكان المجاورون للوادي ليلة بيضاء خوفا من فيضان الوادي الكبير و تسرب المياه إلى المنازل القريبة من المجرى. و قال السكان بأن مشروع حماية بوحمدان من الفيضان الذي انطلق قبل سنة تقريبا يعرف تأخرا ،لكنه أنقذ السكان من كارثة حقيقية هذه المرة، حيث صد الحاجز الترابي المياه الجارفة و منعها من دخول المدينة من المنفذ الغربي الذي ظل مصدر خطر كل شتاء. و ببلدية تاملوكة بسهل الجنوب ،قال سكان مشته المقيصبة في اتصال مع النصر بأن الطريق المؤدي إليهم قد انقطع بسبب الأمطار و أنهم يعيشون عزلة خانقة، حيث لم تتمكن حتى الجرارات الفلاحية من العبور عبر المسلك الموحل و إيصال المؤن و أعلاف المواشي. و حسب السكان ،فإن مشروعا لفك العزلة عنهم قد انطلق مؤخرا، غير أنه يعرف تأخرا كبيرا، مناشدين والي الولاية و مصالح الفلاحة التدخل لإجبار شركات الإنجاز على تكثيف العمل و تدارك التأخر الحاصل. و بمدينة قالمة غمرت السيول شوارع رئيسية و حولتها إلى مجاري مائية بينها شارع التطوع، طريق السكر، باب قسنطينة و الشارع الرئيسي المار وسط الجامعة، حيث عجزت أنظمة الصرف عن استيعاب الفيضانات القوية و تدفقت المياه بقوة و انسابت وسط الطرقات على مسافات طويلة.