أمطار غزيرة تحول شوارع مدينة قالمة إلى سيول جارفة غمرت مياه الأمطار عدة شوارع بمدينة قالمة أمس الثلاثاء و حولتها إلى شعاب متدفقة أعاقت حركة المركبات و الراجلين و سدت نظام حماية متهالك و ألحقت أضرارا بالطرقات و الأرصفة و خاصة بالضاحيتين الغربية و الشمالية الأكثر تضررا حسب ما وقفنا عليه في جولة قادتنا إلى النقاط السوداء التي تعاني منها المدينة كلما سقطت الأمطار. و تشكلت سيول جارفة على امتداد شارع التطوع وسط المدينة و استمرت في التدفق عبر محور باب سكيكدة طريق قسنطينة و غمرت جانبا من المدخل المزدوج على مستوى الحاجز الأمني الثابت و لم يعد رجال الأمن قادرين على البقاء وسط الطريق و مراقبة حركة السير على احد أهم مداخل مدينة قالمة. كما تشكلت السيول المعيقة للحركة أيضا على مستوى الطريق المزدوج من المحطة الشمالية إلى مركب الخزف و حول محيط جامعة 8 ماي 45 و أحياء مغمولي و وادي المعيز. و تتجمع مياه الأمطار بداية من مرتفعات ماونة و بن جراح و تزداد حجما كلما بلغت الأحياء السكنية المتداخلة و تصل إلى أعلى مستوياتها عند المخارج الجنوبية و الشمالية المطلة على وادي سيبوس دون أن تجد أمامها نظام صرف فعال يوقف حركتها و ينقلها بأمان عبر الشبكات الأرضية إلى مجرى الوادي الكبير. و لم تعد أنظمة الصرف القديمة قادرة على التحمل بعد توسع المدينة و تداخل النسيج العمراني الذي غير المعلم الجغرافية و حول مسار المجاري الطبيعية القديمة كوادي السخون و مجرى وادي المعيز و الشعاب القادمة من مرتفعات جبل حلوف حيث تحولت المنخفضات الطبيعية الناقلة لمياه الفيضانات إلى مناطق عمرانية كثيفة غير محمية بنظام قادر على مواجهة التدفق الأعظم خلال حدوث العواصف الماطرة. و تواصل نداءات التدخل ضد مخاطر الفيضانات و تسرب مياه الأمطار ارتفاعها من سنة لأخرى بمدينة قالمة بسبب عجز نظام الحماية و تغير المسارات الطبيعية لمياه الأمطار تحت تأثير موجة الإعمار المكثفة و العشوائية في بعض النقاط و خاصة بالأحياء الفوضوية القديمة. و تعد الطرقات الرئيسية العابرة للمدينة و الشوارع و الأرصفة المعبدة الأكثر تضررا من الفيضانات و تجمع مياه الأمطار حيث تنهار الطبقات الخرسانية بعد مرور مدة قصيرة على تعبيد الطريق كما يحدث بالمحاور المؤدية إلى ضاحية بوروايح و عين الدفلى أين أتت السيول على عدة طرقات و حولتها إلى مسالك ترابية و في كل مرة يسارع المشرفون على شؤون المدينة إلى إطلاق عمليات جديدة لإصلاح ما أفسدته الأمطار إلا أن الجهود المبذولة تبقى غير مجدية في غياب نظام حماية فعالة و ينجز وفق دراسة ميدانية جادة تصلح ما أفسدته فوضى العمران على مدى سنوات طويلة.