لم نصرف على الصعود 10 بالمئة مما صرفه المسيرين السابقون خص رئيس شبيبة سكيكدة جمال قيطاري النصر بحوار مطول كشف فيه عن عدة حقائق لأول مرة، ولم يخف سعادته الكبيرة بالمشوار المحقق إلى غاية الآن، والاقتراب أكثر من تحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية موبيليس، كما نوه بالدور الكبير الذي قامت به السلطات المحلية والأنصار و اللاعبين والمدرب حوحو سمير. في البداية كيف جاءت فكرة توليك رئاسة فريق شبيبة سكيكدة؟ كما تعلمون كنت مسيرا موسم 2006/2007، وبعدها ابتعدت عن الميدان، ولكني بقيت أتابع أخبار فريق القلب، وحين لم يتقدم الصائفة الماضية أي شخص للرئاسة حز الأمر في نفسي، ناهيك عن الوضعية الصعبة التي آل إليها الفريق، حيث أنه مثلما يقال في العامية تركوا الشبيبة "مسكينة"، ما جعلني أترشح لرئاسة الفريق، كما أنه كان لدي إحساس بأني قادر على النجاح و الحمد لله على كل حال. وكيف وجدت الوضعية المالية للفريق؟ لا أخفي عنكم شيئا. وجدت الفريق في وضعية مالية يرثى لها، حيث أنه لم يكن في رصيد الفريق دينارا واحدا، ما جعلني في وضعية صعبة للغاية. غامرت بمنح اللاعبين 18 صكا شخصيا وكيف تمكنت من استقدام اللاعبين و المدرب؟ أكذب عليكم إن قلت لكم أني كنت أملك خاتم سليمان، بل اضطررت إلى المغامرة ولكن عن حسن نية، حيث أنني منحت 18 صكا شخصيا للاعبين مقابل ضمان خدماتهم. لقد قمت بخطوة صعبة وكنت قادرا على دفع ثمنها غاليا لو لم تسر معك الأمور نحو الأحسن، أليس كذلك؟ كما قلت لك لقد غامرت عن حسن نية، حيث أن اللاعبين وأشكرهم على كل حال، وهم "أولاد عائلة" وكانوا متفهمين للوضع، وتحلوا بالصبر ووعدوني بعدم اللجوء إلى العدالة، وهو سر نجاحنا الثقة الموجودة بيننا، على الرغم أننا لم نكن نملك الأموال، حتى من أجل إجراء التربص الصيفي، لولا مساعدة كل من نائب الرئيس ورئيس الفئات الشبانية وأحييهم بالمناسبة، وأريد أنه أضيف لكم نقطة مهمة. أفراح "الجي. أس. أم. أس" أنست السكيكديين هموم الحياة اليومية تفضل... خير دليل على الأزمة المالية الخانقة التي كنا نتخبط فيها، أننا لم نكن نملك حتى أموال الانخراط، وهنا أكشف لكم لأول مرة بأن مهاجم وفاق سطيف الحالي أحمد قاسمي، هو من منحني 120 مليون من أجل تسديد حقوق الانخراط المقدرة ب 115 مليون، وبهذه المناسبة أشكر قاسمي كثيرا على هذه التصرف. صراحة في ظل كل هذه المعطيات، هل كنت تعتقد بأنكم ستلعبون ورقة الصعود؟ أكذب عليكم إن قلت لكم أنه في البداية كنا نراهن على لعب ورقة الصعود، وكل شيء تغير مع مرور الجولات، خاصة بعد وصولنا إلى الجولة الخامسة، أين بدأ فريقنا يجد ضالته، ونتائج التحضيرات أيضا بدأت تظهر، وهنا أفتح قوسا من أجل تقديم الشكر إلى المدرب سمير حوحو الذي قام بعمل كبير، كما أنه اتخذ معنا عدة مواقف رجولية تحسب له. هل لك أن تحدثنا عن هذه المواقف؟ بالنسبة لي قبول المدرب حوحو مهمة تدريب الفريق في الوضعية الصعبة التي كان فيها، والأكثر من ذلك أضيف لك شيئا القليل من هم على دراية به، حوحو لم يتحصل على أي سنتيم، عندما أشرف على العارضة الفنية للفريق، حيث أنهم كان معنا رجلا بأتم معنى الكلمة، ونحن اليوم في هذه المرتبة بفضل دعواته ودعوات والدته، التي لم تبخل بها علينا منذ انطلاقة الموسم. مهاجم الوفاق قاسمي منحني 120 مليون لتسديد حقوق الانخراط ومتى آمنتم أكثر بإمكانية تحقيقكم الصعود؟ نحن لم نضمن الصعود بعد، وكل شيء ممكن في كرة القدم، حيث أنه بقيت 7 جولات ونحن لم نصعد حسابيا، صحيح أننا نبتعد عن بسكرة بسبع نقاط ومولودية قسنطينة بثمانية نقاط، وعلينا وضع الأرجل على الأرض ولعب المباريات القادمة بكل جدية. لم تحدثنا عن الفترة التي شعرتم فيها بإمكانية تحقيق الصعود؟ أعتقد أن مقابلتي بسكرة و الموك في مرحلة الذهاب، هما أكثر ما منحنا الثقة، فعندما تعود بأربع نقاط من هاتين الخرجتين، وأمام المنافسين مباشرة على الصعود، يعني أنك قادر على تحقيق هذا الهدف، كما تعلمون عدنا بفوز من بسكرة، وتعادلنا أمام مولودية قسنطينة، وبعدها اقتنعت بأننا نسير في الطريق السليم. أكدت لنا منذ قليل بأنك وجدت الرصيد فارغا. كيف تمكنت من تسيير الفريق وإيصاله إلى الوضعية التي يوجد عليها حاليا؟ أحيطكم علما بأن اللاعبين يدينون برواتب5 أشهر إلى غاية الآن، إلا أن النتائج الإيجابية والمنح التي كانوا يتحصلون عليها بعد كل مباراة، سمحت لهم بتسيير أمورهم، خاصة وأننا كنا دوما نخصص منحا مغرية، حيث منحنا اللاعبين 30 مليون في مبارتين (الموك و باتنة)، وهو مبلغ معتبر أنساهم قليلا الأجور الشهرية التي يدينون بها، كما أن اللاعبين أولاد عائلة وصبروا علينا، والمدرب كذلك يقوم بعمل كبير من أجل تحسيسهم بروح المسؤولية والظروف التي يعيشها الفريق، لكن النتائج تغطي كل شيء. *وكيف تمكنت من تسديد المنح؟ صراحة لقد حرصت على توفير أموال المنح، والفضل يعود إلى المسؤول الأول عن الولاية بن حوسين فوزي، الذي ساعد الفريق وبهذه المناسبة اشكره كثيرا، حيث أنه سيدعمنا بمبلغ 1,6 مليار سنتيم خلال اليومين القادمين، ولعلمكم فمن هاته الإعانات سيتحصل اللاعبون على 3 أجور شهرية، كما أن هناك 3 إلى 4 تجار أصدقاء لي بحكم أني تاجر كذلك، ساعدوني كثيرا واشكرهم جزيل الشكر، كما أن أنصارنا قاموا بدور كبير، وهذا هو سر نجاح الشبيبة هذا الموسم. لم نصرف 10% من 35 مليار التي أنفقت في 3 سنوات الأخيرة كلام كبير يقال هنا وهناك عن كونكم تتصدرون البطولة بفضل الكولسة، فما ردك على هذا؟ كما قلت لك من قبل، نعاني من مشاكل مالية خانقة منذ البداية، واللاعبون يدينون بأجور 5 أشهر، كيف لي أن أقوم بمثل هذه الأمور؟ لا مبادئي ولا تربيتي تسمحان لي بذلك، و أقول لمن يروجون لمثل هذه الإشاعات: "ربي يهديكم"، و أما رئيس مولودية قسنطينة دميغة الذي اتهمنا بذلك من قبل، أقول له انتبه لفريقك، الذي لم يقدر على الفوز أمام مقرة، فكيف له أن يطمع في لعب ورقة الصعود، الفريق الذي يرغب في تحقيق الصعود، عليه أن يجلب النقاط من خارج الديار مثلما فعلنا نحن معهم ومع عدة فرق أخرى، وأضيف لكم أمرا مهما. تفضل ما هو؟ ما يؤكد نزاهتنا هو أننا لم نعترض على تعيين حكما من قسنطينة لإدارة مباراة مهمة أمام هلال شلغوم العيد، والأكثر من ذلك والده كان مسيرا في الموك، ويتعلق الأمر بالحكم حافي راسو، الذي حرمنا من العودة بالزاد كاملا، حيث لم يمنحنا ركلة جزاء شرعية، لكننا وكلنا أمرنا للمولى عز وجل. المدرب حوحو كان رجلا معي ووقع بدون أموال يقال بأنك تعاني كثيرا من ما يسمى المعارضة، هل تؤكد لنا ذلك؟ لقد عانيت كثيرا مما يسمى "التخلاط"، حيث أن بعض الأطراف لم تتركنا نعمل في هدوء، وهم ببساطة أعداء النجاح، ولم يعجبهم عودة الأنصار إلى المدرجات، حيث أننا أصبحنا نلعب أمام مدرجات ممتلئة، كما أن المنصة الشرفية أصبحت تمتلئ بأصحاب "الكوستيمات"، والذين أقول لهم أين كنتم في بداية الموسم.، لست هنا لأنتقدهم أو أن هذا يعني أن الشبيبة ملكا لي و لكني أتساءل فقط. صراحة إذا ما تواصل الوضع على ما هو عليه، قد اتخذ موقفا مع نهاية الموسم. ماذا تقصد بالضبط؟ مثلما يقال لكل مقام مقال، مع نهاية الموسم وتحقيقنا بحول الله الصعود سيكون لي كلام آخر، وفي حال قررت المغادرة سأعيد الشبيبة إلى الأنصار، لأنهم هم من كان لهم الفضل في تحقيق ما وصلنا إليه حاليا. لم نضمن الصعود بعد وعلينا وضع الأرجل فوق الأرض *هل لك أن تحدثنا عن مصاريف الفريق إلى غاية الآن؟ الجميع في سكيكدة يعلم بأن الذين سبقوني إلى رئاسة الفريق خسروا 35 مليار في 3 سنوات الأخيرة، أما نحن فلم ننفق 10 بالمائة من هذا المبلغ إلى غاية الآن، والحمد لله على كل حال الفريق يحتل الصدارة بفارق مريح قبل 7 جولات من إسدال الستار عن البطولة، والتاريخ سيسجل بأني من تمكن من تحقيق الصعود، كما أقول دائما في قرارة نفسي، لو يعطوني ما استفاد منه الرؤساء السابقين سأحقق الصعود إلى الرابطة الأولى. وما هي أهدافك المستقبلية؟ أهدافي المعارضة بصدد تكسيرها، لأنهم يعرفون بأني أحب الفريق وأريد إعادته إلى مكانته. هم ببساطة أعداء النجاح، وربما لم يعجبهم الوضع الذي بات عليه الفريق، ويكفيني فخرا أني أدخلت البسمة إلى وجوه الأنصار، وصور احتفالاتهم معنا عقب عودتنا من بسكرة لن أنساها، حيث وصلنا في العاشرة ليلا، إلا أننا دخلنا منازلنا على الواحدة صباحا. لا نكذب على أنفسنا لا نستطيع دخول عالم الاحتراف حاليا في حال تحقيقكم الصعود، هل ستكونون شركة رياضية محترفة؟ لا نكذب على أنفسنا. لا نستطيع الدخول حاليا للاحتراف، لدي عقل أفكر به ودوما أبحث عن مصلحة الشبيبة، لدينا متسع من الوقت ويمكننا البقاء بصفة النادي الهاوي والفاف تمنحنا مهلة سنتين من أجل إعداد دفتر الشروط. هل من كلمة أخيرة؟ أريد في الختام أن أشكر كل من ساعدنا سواء من قريب أو بعيد، بداية من الوالي فوزي بن حوسين الذي ساعدنا كثيرا، وقال لأحد مقربيه أن أفراح الشبيبة أنست الشعب السكيكدي هموم الحياة اليومية، كما أشكر باسمي وباسم الأنصار رئيس المجلس الشعبي الولائي، الذي ساعدني كثيرا و وجدته في وقت الشدة، و مدير الأمن الولائي، وفي الختام أقول للخلاطين بأن الشبيبة كبيرة على الجميع وراهي "تفقس".