تعيش المؤسسات التعليمية التي شملها إضراب الكنابست، فوضى عارمة بسبب عدم إلتزام الأساتذة والتلاميذ وحتى مدراء المؤسسات بتخصيص الأسبوع الأول من العطلة لاستدراك الدروس الضائعة، وهو ما تعترف به النقابة، التي بررت الوضع بعدم الاتفاق على كيفية التعويض مع الوزارة. أوصدت العديد من المؤسسات التعليمية من بينها الثانويات أبوابها أمام القلة القليلة من التلاميذ، الذين قرروا العودة إلى مقاعد الدراسة مع بداية العطلة الربيعية، لاستدراك الدروس الضائعة بسبب إضراب الكنابست الذي دام شهرا كاملا، إذ قرر مدراء مؤسسات بعدد من الولايات من بينها الواقعة في الجنوب دون سابق إنذار غلق المؤسسات التي يسيرونها بالأقفال، والتوجه إلى قضاء العطلة الربيعية، غير مكترثين بقرار الوزارة المتضمن تمكين التلاميذ من استئناف الدراسة بشكل عادٍ في الأسبوع الأول من العطلة، لتلقي دروس الدعم أو لاستدراك ما ضائع من برنامج، وهي الوضعية التي أكدها الأمين الوطني لنقابة الكانبست نوار العربي في تصريح للنصر قائلا « بالفعل هناك فوضى عارمة، سببها يعود إلى عدم إبرام اتفاق واضح مع الهيئة الوصية لإتمام الدروس المتأخرة»، معتقدا بأن ما زاد الطين بلّة التعليمة التي أرسلها مدير الديوان بالوزارة أمس، والمتضمنة إلزام الأساتذة بالبقاء في مؤسساتهم خلال ساعات الدوام العادية، حتى وإن غاب التلاميذ، وهو ما اعتبرته النقابة قرارا استفزازيا، هدفه الانتقام من الأساتذة المضربين، وترفض الكنابست التعليمة، وتراها سببا آخر للدخول مجددا في الإضراب، لأن عدم تطبيق الأساتذة للتعلمية سيقابله الخصم من الأجور، وأفاد نوار العربي بأن هذه الوضعية المضطربة التي تعرفها المؤسسات التعليمية، تعود كذلك إلى عدم إلتزام المدراء بالإبقاء على أبواب مؤسساتهم مفتوحة في العطلة، معتقدا بأن الأساتذة أبدوا التزامهم بالتكفل النفسي والبيداغوجي بالتلاميذ، غير أن الظروف لم تساعد على ذلك، لأنه حتى التلاميذ رفضوا أن يكونوا في الموعد، وأن المؤسسات التي فتحت أبوابها تقوم بتقديم دروس الدعم وليس الدروس الاستدراكية، بدعوى أن الأستاذ لا يمكنه أن ينجز الدروس في ظل تغيّب معظم التلاميذ. وأثار هذا الوضع قلق واستياء أولياء التلاميذ، الذين خابت آمالهم في معالجة التداعيات السلبية للإضراب على التحصيل العلمي لأبنائهم، وقرر في المقابل اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ مقابلة الوزيرة لضبط برنامج محدد لاستدراك الدروس الضائعة، وفق ما أعلن عنه خالد أحمد في اتصال معه أمس، موضحا بأن بداية الأسبوع شهدت إقبالا محتشما من طرف الأساتذة وكذا التلاميذ على دروس الدعم والدروس الاستدراكية، قائلا « أنا لا ألوم التلاميذ لأن العطلة الربيعية تعتبر راحة بيداغوجية بالنسبة لهم، كما أنه لا يمكن إجبارهم على الدراسة"، مفسرا عدم إلزام الوزارة الأساتذة بالحضور، بعدم قبولها تعويض الأيام التي خصمت من رواتب العمال المضربين، بناء على ما طالبت به الكنابست، قائلا بأن 90 في المائة من مدراء المؤسسات رفضوا بدورهم استقبال التلاميذ، رغم أنهم ملزمون بالمداومة، دون أن يعلموا مسبقا الأولياء بذلك، و بحسبه فإن مسيري المؤسسات التعليمية تواطؤوا مع الأساتذة ومع النقابة، وأن مسؤولية الفوضى القائمة تقع على عاتقهم بالدرجة الأولى.