فرضت جمعية الخروب التعادل على أمل مروانة، التي خسرت نقطتين على قدر كبير من الأهمية، في مقابلة طبعها الاندفاع البدني والإثارة الشديدة، حتى وإن كان مستواها الفني لم يتعد حاجز المتوسط، بفعل البحث عن النتيجة وقلة التركيز ونقص الفعالية، سيما من جانب المحليين الذين دخلوا المباراة بقوة، من خلال السرعة في نقل الكرة إلى منطقة المنافس، وهو ما سمح لهم بالتحكم في مجريات اللعب، وفرض ضغط مكثف على دفاع المنافس الذي اعتمد على المقاومة وتجميد اللعب، الأمر الذي جعله يتحمل عبء المقابلة، ولو أن ذلك لم يكن كاف لتجسيد الفرص المتاحة، في غياب النجاعة الهجومية، رغم الفرصة المبكرة لبلقرفي(د1)، قبل أن يلاحقه سوء الطالع (د5 و 7). ورغم ضيق هامش المناورة، إلا أن أصحاب الأرض لم يفقدوا الثقة، حيث حملوا مشعل المبادرة من خلال سلسلة الهجمات عن طريق بن زكري وصالح صالح، غير أنها كانت تفتقد في كل مرة للنضج المطلوب، على غرار فرصة خناب الذي كاد يخطف هدف السبق إثر مخالفة (د23)، وأخرى لبلقرفي (د27)، فضلا عن لبلالطة (د33). الضيوف لم يتبنوا طيلة الشوط الأول- باستثناء 3 فرص لبلحمري (د6)، وذيب (د 2 و 7)، النزعة الهجومية حيث فضلوا مراقبة اللعب، مع تحصين مواقعهم الخلفية بشكل جيد، لكن هذه الخطة حتى وإن جنبتهم أهدافا، إلا أنها جعلت الضغط البسيكولوجي يكون عليهم، لتأتي الدقيقة(د43) التي كادت أن تبتسم لخناب، لكنه للأسف لم يحسن استغلال الكرة الثابتة بالكيفية المطلوبة. دفاع لايسكا الذي عانى الأمرين وجد بعض الصعوبات في صد الهجمات المتتالية للمروانيين خلال المرحلة الثانية، والتي دخلوها بكثير من العزم على صنع الفارق، بدليل أنه لم تمض سوى 3 دقائق، حتى يضيع بلقرفي هدفا محققا قبل أن يخفق نفس اللاعب في التهديف في مناسبتين(د64 و 87). ومع مرور الوقت، صعد المحليون من هجماتهم في غياب التركيز تزامنا مع إقدام الزوار على غلق كل المنافذ والممرات، فيما كاد بلحمري هز شباك زغبة لو لا خلطه بين السرعة والتسرع (د65)، إلى حين الدقيقة (95) التي عرفت إهدار بلقرفي ضربة جزاء للصفراء وسط حيرة الأنصار، لتبقى الأمور على حالها إلى غاية نهاية المواجهة، بتعادل بطعم الخسارة بالنسبة للأمل، والذي رهن بذلك حظوظه في ضمان البقاء.