كتلة «الأفافاس» تنسحب من دورة المجلس الولائي ساد، مساء أمس الإثنين، الدورة العادية الأولى للمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة جو مشحون، عقب انسحاب كتلة جبهة القوى الاشتراكية بسبب ظهور اختلاف حاد في الرؤى بين الهيئة التنفيذية والمنتخبين. واستنادا لما ذكره منتخب عن «الأفافاس» فإن الإنسحاب جاء عقب القرار الذي خرجت به الكتلة خلال اجتماع دام ساعة كاملة من التشاور، حيث قرر الأعضاء الخمسة للحزب ضرورة مقاطعة الدورة العادية الأولى. وأوعز ذات المتحدث الخرجة التي أعلن عنها خلال الجلسة أنها أتت بسبب عدم تعاطي الهيئة التنفيذية مع المجلس، وذلك بنفس أساليب الردود التي تجلت خلال الدورات السابقة، حيث اعتبر أن المديرين يتعاطون مع المنتخبين بفرض سياسة الأمر الواقع.وأضاف محدثنا أن الهيئة التنفيذية تصر على رفض تقبل الحقيقة ولا تعترف بالتقارير التي ترفعها مختلف لجان المجلس الولائي رغم ما ترصده من أرقام وصور عما هو موجود ميدانيا، مؤكدا أن ما يقومون به هو انتقاد للإدارة لا الأشخاص. واعتبر المنتخب عن حزب جبهة القوى الاشتراكية أن ما صرح به الوالي خلال الجلسة الصباحية لنهار الاثنين حول عدم إلزامية تطبيق توصيات المجلس مخالف للمادة 104 من قانون الولاية التي تنص على أن يطلع الوالي رئيس المجلس الولائي بين الدورات على مدى تنفيذ توصيات المجلس وفق التنظيم والتشريع المعمول به.كما تعتبر التحفظات التي قدمها حزب جبهة القوى الاشتراكية حول منطقة النشاطات ببني حمزة ببلدية مسعود بوجريو نقطة أخرى للخلاف مع الهيئة التنفيذية، متسائلا عن الدور الذي يقوم به المنتخبون إذا لم تؤخذ توصياتهم بعين الاعتبار. زيادة على هذا فقد كشف محدثنا أنه شخصيا كمنتخب لم يتلق أي إجابة عن الأسئلة الشفوية التي تقدم بها لكافة المدراء التنفيذيين عدا مديرية التربية، وهو ما اعتبره مخالفا للمادة 37 من قانون الولاية والتي تلزم المسؤول عن القطاع بالإجابة عن أسئلة نواب المجلس الولائي في ظرف لا يتعدى 15 يوما من تاريخ تقديم السؤال. ولم يختلف رأي عدد من المنتخبين عن رأي كتلة «الأفافاس» حين عبر الكثيرون في حديث للنصر عن امتعاضهم من ردود بعض المسؤولين التنفيذيين وعلى رأسهم الوالي، مؤكدين أنهم وجدوا الكثير من الصعوبات في تأدية مهامهم، رغم تأكيدهم على رفضهم الانسحاب من الدورة عشية انطلاق تظاهرة عاصمة الثقافة العربية. وكان قد تجلى مشهد من عدم التفاهم بين الهيئة التنفيذية والمنتخبين خلال جلسة الاثنين للدورة العادية الأولى للمجلس الشعبي الولائي، وذلك من خلال الردود الحادة التي أدلت بها كل جهة، خصوصا عند مناقشة لجنة تقرير لجنة الثقافة، ليبلغ ذروته بانسحاب كتلة «الأفافاس».