بمشاركة 53 مصورا وهاوي تصوير قدموا من 34 ولاية تمثل الجهات الأربع للوطن، انطلقت أول أمس بدار الثقافة مبارك الميلي بميلة، فعاليات الطبعة الرابعة للصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الذي يعقد هذه السنة تحت شعار: «الصورة ....علم و ضرورة «. حفل الافتتاح أشرف عليه الوالي الذي أبى إلا أن يكون أحد المشاركين في معرض الصور المقام ببهو الدار ،من خلال الصور الثلاث التي ساهم بها وتمثل حالتي شروق وغروب الشمس وانعكاس أشعتها فوق مياه البحر ،وهذا تقديرا منه لأثر الصورة في الفعل الثقافي و الحياة اليومية للمواطنين، وتشجيعا لممارسي هذه المهنة وعشاقها الذين عرضوا بدورهم بأروقة دار الثقافة أجمل صورهم الملتقطة في زوايا الوطن الأربع ،على اختلاف مناظر ومكونات هذه الزوايا التي نقلت منها هذه الصور. برنامج التظاهرة يشمل ندوات فكرية حول الموضوع و ورشات تطبيقية وأخرى تصويرية ميدانية، يتوزع فيها المشاركون على عدد من معالم الولاية السياحية الطبيعية داخل حواضر الولاية وخارجها ،للمساهمة في تشكيل رصيد معتبر من الصور تخص ولاية ميلة الراعية للتظاهرة. وقد تناولت المحاضرة الأولى التي تضمنها برنامج حفل الافتتاح موضوع تقنيات تصوير الطبيعة قدمها مدير التصوير بالتلفزيون الجزائري عبد الكامل بن حملة الذي ركز المعالم التي تعرف بالصورة عند النظر إليها والزوايا المختارة لالتقاطها والزمن الذي حصل فيه ذلك، فصورة الصباح تختلف عن صورة المساء، و للحصول على صورة واحدة مقبولة لمكان معين يستهلك منا ذلك أخذ العديد من الصور ليأتي بعدها الفرز الذي لا يتم بعين واحدة وإنما بمشاركة آخرين لأن لكل واحد قراءته الخاصة للصورة. محلات ومخابر تحميض واستخراج الصور الملتقطة والمواد المستعملة في التحميض يقول المحاضر لها تأثير كبير على نوعية الصور، وأن الصور المستخرجة تتأثر سلبا إن استعمل المخبر مواد كيميائية منتجة بمخابر مختلفة ( مثل فيجي ، كوداك وغيرهما ) كما هو حال أغلب المخابر عندنا ، فيطغى لون على آخر، لذلك شدد على أهمية اقتصار مخبر التحميض على استعمال مواد كلها منتجة بمخبر أو دار واحدة لمنح الصورة تجانسا وجمالا. المحاضر اقترح في ختام مداخلته تخصيص الطبعات القادمة لتناول في كل مرة موضوع وجانب واحد في التصوير، للإحاطة بشكل أفضل بهذا العالم الذي يكتسب سنويا الكثير من الممارسين (والذين كثيرا ما أبدعوا بعفويتهم في رصد أجمل الصور ،غير أن المهنية حسبه تقتضي جملة من الشروط) لتطويره ولإثراء خزانته العلمية والأرشيفية . تجدر الإشارة في الأخير، أن هذه التظاهرة شملت القاء محاضرات أخرى نهار أمس ، وأنها ستتوج كما كان الحال مع الطبعات السابقة بمسابقة لأحسن صورة تشرف عليها لجنة تحكيم مختصة تنال المتوجة فيها جائزة مالية معتبرة.