زيتوني : زيارة الوزير الفرنسي لسطيف خطوة لكنها ناقصة و غير كاملة الجزائر مستعدة لشراء أرشيف الثورة إن اقتضت الضرورة قال وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أمس الإثنين، أن الزيارة الأخيرة للوزير الفرنسي المكلف بقدماء المحاربين، لسطيف قبيل أيام من الإحتفالات بالذكرى ال70 لمجازر 8 ماي 1945، تعتبر خطوة لا بأس بها، ولكنها ناقصة وغير كاملة، مؤكدا أنه ليس للجزائر عداوة مع فرنسا بدليل أنه يوجد العديد من الفرنسيين شاركوا الجزائريين الثورة، وكانوا أصدقاءً لها ومنهم من يوصي حاليا بأن يدفن في الأرض الجزائرية، ولكن من حق الجزائريين كما أوضح الوزير، أن يفتخروا بثورتهم وينقلوها للأجيال القادمة لتكون أحسن دليل على ما اقترفه الإستعمار في حقّ الشعب الجزائري. وأكد وزير المجاهدين خلال منتدى الإذاعة الوطنية الذي بُثَّ استثناء من فندق الميريديان بوهران، على هامش أشغال الملتقى الدولي حول الممارسات القمعية والسياسات الإستعمارية الفرنسية في الجزائر، أن الهدف من الملتقيات التي تنظمها وزارة المجاهدين، والتي تبرز صور التعذيب والتنكيل والممارسات القمعية التي عاشها الشعب الجزائري أثناء الفترة الإستعمارية، ليس إفساد العلاقات بين الجزائروفرنسا، بل هو مسعى من مساعي كتابة التاريخ والذي نجم عنه أيضا تطور كبير لمواقف فرنسا إزاء الثورة، ذاكرا في هذا الصدد بأن تناسي التاريخ يعني بتر مسار التنمية وجعلها غير كاملة وغير شاملة للجزائر وأضاف "الثورة الجزائرية هي التي وحدت الشعب الجزائري بكل أطيافه". وبخصوص الحصيلة الأولية لمساعي كتابة التاريخ، أعلن زيتوني أنها بلغت لحد الآن 90 بالمائة، مستدلا بما تم إنجازه من طرف جامعة قسنطينة التي سجلت 160 ساعة من الشهادات خضعت للمراقبة مثلها مثل 4 آلاف ساعة التي سجلها المتحف الوطني، أما التلفزيون الجزائري فقد تسلم 22 شريطا مصورا وينتظر 10 أشرطة أخرى ستصله قريبا. كما أشار الوزير لوجود 150 مؤلفا حول الثورة ستطبع قبل الفاتح نوفمبر القادم، معلنا في ذات السياق، أن 12 دولة سلمت للجزائر كل ما تملكه من أرشيف عن الثورة التحريرية، وذلك في إطار الإتفاقيات الثنائية والدولية.و قال أن دائرته الوزارية، عاكفة على جمع شهادات المجاهدين في كل ربوع الوطن و كذا استرجاع الأرشيف الخاص بثورة نوفمبر سواء على المستوى الداخلي أو من الخارج و قال أن الجزائر مستعدة لشرائه إن اقتضت الضرورة، كما دعا المواطنين إلى تسليم أي أرشيف من شأنه التوثيق لحقبة الاستعمار. و أشار زيتوني إلى أن فرنسا لم تسلم خرائط الألغام لخطي شال وموريس إلا في 2002، وأنه تبيّن بعدها أن العوامل الطبيعية جرفت تلك الألغام عن مواضعها، ونوّه زيتوني في نفس الإطار بالمجهودات التي يقوم بها الجيش الوطني الذي يعمل أفراده على البحث الدقيق عن هذه الألغام في مسح شامل للمناطق الحدودية الشرقية والغربية، حماية للأرواح التي لازالت تزهق في الإنفجارات المباغتة مثل آخر حادثة قبل شهرين بمنطقة العريشة بتلمسان، أين قتل طفلان في إنفجار لغم استعماري. من جانب آخر، أكد وزير المجاهدين أن التفجيرات النووية التي قام بها المستعمر الفرنسي بالجنوب الجزائري بلغت 17 تفجيرا وخلفت أكثر من 40 ألف قتيل بين الجزائريين حسب قائمة ضبطها مؤرخون، موضحا بأن تأخر كتابة تاريخ الثورة يعود أساسا للهزات التي عاشتها الجزائر منذ الإستقلال وخاصة عشرية الإرهاب التي كانت الأولوية فيها لإسترجاع الأمن والإستقرار قبل كل شيء، مشيرا إلى أن الظروف حاليا مواتية لتجسيد هذا المشروع الكبير تحت إشراف الوزارة التي تسخر حسب زيتوني كل الوسائل والإمكانيات لتسهيل مهمة كتابة التاريخ من شهادات صانعيه أو إعترافات من عايشوه. للتذكير، أشرف أمس وزير المجاهدين على إفتتاح الملتقى الدولي حول الممارسات القمعية والسياسات الإستعمارية الفرنسية في الجزائر، والذي يحتضنه فندق الميريديان بوهران على مدار يومين، ويشارك فيه 22 محاضرا بحضور مئات المجاهدين والأساتذة والمختصين في تاريخ الجزائر.