عدسات العالم تتقاطع في قسنطينة عرضت أول أمس ببهو متحف الفنون و الثقافات قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة، مجموعة متنوعة من الصور الفوتوغرافية لمصورين محترفين من الجزائر و أوروبا ، في إطار فعاليات الطبعة الثانية للإقامة الأورو - جزائرية للمصورين الفوتوغرافيين التي اختارت هذه السنة قسنطينة عنوانا لها، تزامنا مع الحدث الثقافي العربي المقام، حيث احتفت عدسات 20 مصورا بجمال المدينة مبرزة من خلال 23 عملا، زخم الموروث الثقافي و الإنساني الذي تزخر به المدينة. المعرض الذي يأتي تحت شعار" قسنطينة نظرات متقاطعة تراث و ثقافة"، سيستمر إلى غاية 15 جوان القادم، حيث سيكون عشاق الصورة على موعد يومي مع جلسات نقاش ينشطها عدد من المصوّرين الجزائريين، لإبراز الأبعاد التقنية و الثقافية لأعمالهم المعروضة جنبا إلى جنب رفقة صور التقطتها عدسات 10 مصورين من هنغاريا ، بلجيكا،إسبانيا،هولندا، البرتغال، رومانيا، و بريطانيا و أسماء عالمية أخرى أمثال الكرواتي هرفوج روكافينا و الايطالي ميشال سابادفورا، الذي اختزل تجربته في الإقامة بالقول بأن قسنطينة لم تستغرق أكثر من أربعة أيام حتى تأسره بعشقها، معبرا عن إعجابه الشديد بتنوّع الموروث الثقافي والمعماري للمدينة، التي قال بأن حفاوة سكانها و دفء العلاقات بينهم يزيدها سحرا. و ينتظر أن ينتقل المعرض بداية من منتصف الشهر القادم إلى الجزائر العاصمة و وهران ثم بسكرة ، قبل أن تطير الأعمال إلى بروكسل و برشلونة الإسبانية، لتشارك في فعاليات المهرجان الأوروبي للصورة، كما أوضحته عضو مفتشية الإقامة المصورة الجزائرية ، لويزة سيدي عمي، على أن تختتم الجولة كما أشارت، بإصدار مجلة خاصة تعرض كافة الصور التي التقطتها عدسات مصوري الإقامة طيلة أربعة أيام، و التي تم خلالها، التركيز على إبراز كافة وجوه المدينة و خلفياتها، المعمارية و الإنسانية و الثقافية و التاريخية، كل حسب تخصصه. تجدر الإشارة إلى أن الإقامة التي أعلن عنها مطلع شهر أكتوبر الماضي، تندرج في إطار برنامج الإتحاد الأوروبي لدعم و حماية و تقييم التراث في الجزائر ، و تأتي بالتنسيق مع مصالح الثقافة لسفارات الدول الأعضاء و بتمويل مشترك مع وزارة الثقافة ، حيث بلغت القيمة الإجمالية للمشروع 24مليون أورو منها 2.5 مليون أورو مساهمة جزائرية، وهو مشروع يهدف، كما كشف عنه ديريك بودا، مستشار برنامج الدعم لدى الإتحاد الأوروبي، إلى مواكبة مساعي إدراج التراث الثقافي كأداة للتنمية الاقتصادية و البشرية في الجزائر و المساهمة في تشخيصه و جرده و حمايته و تثمينه، إضافة إلى تقديم الدعم لتنفيذ سياسة وطنية لحماية التراث المادي و غير المادي ، فضلا عن تعزيز القدرات و المهارات على المستوى المحلي من خلال التكوين في مجالات حفظ التراث الثقافي، و تحديد المنهجية اللازمة و توفير المعدات المناسبة لذلك. من جهته أوضح رئيس برنامج دعم الحماية و التقييم للتراث الثقافي في الجزائر، ماتيو مالفاني ، بأن دور الاتحاد الأوروبي يتلخص بالأساس في تجهيز و تكوين الموظفين المكلفين بعملية جرد التراث المادي و غير المادي، و إنشاء فروع و اختصاصات في التكوين المهني، لاسيما ما هو متعلق بمهن التراث الثقافي ، ناهيك عن وضع التدابير الاستعجالية من أجل المحافظة على التراث السمعي البصري، من خلال تنظيم ورشات تكوينية للشباب حول تأهيل التراث الثقافي و تعبئة الجمعيات المحلية المختصة حول آليات حماية التراث المادي و غير المادي، سعيا لبعث الحوار الوطني حول التراث الثقافي و توعية المجتمع الجزائري على أهمية حماية التراث و إشراك كافة المواطنين في هذه الحركية .