هواري الدوفان يغيب عن الليلة الثانية و فرقة ديموقراطوز تصنع الفرجة بمدرجات ملعب علي عبدة غاب نجم أغنية الراي هواري الدوفان عن الليلة الثانية من المهرجان الوطني للموسيقى الحالية بقالمة بسبب وفاة جدته حسب ما علم من المنظمين الذين اضطروا إلى الاستنجاد بالشاب عباس لإكمال برنامج كان من المقرر أن يحضره هواري الدوفان الذي كان معولا عليه كثيرا لإعطاء دفعة للمهرجان الذي لم يرق بعد إلى مستوى الطبعات السابقة التي حضرها فنانون كبار لهم وزنهم في الساحة الفنية الوطنية و لدى الشباب المتعطش للطرب و الفن الجزائري العصري. و حضر جمهور غفير إلى مدرجات الملعب البلدي علي عبدة للاستمتاع بأغاني هواري الدوفان غير انه تفاجأ بغيابه عندما جاء دوره في نهاية السهرة و صعد مكانه الشاب عباس حيث تحاشى المنظمون الإعلان عن غياب نجم الراي لإبقاء اكبر عدد ممكن من المتفرجين إلى آخر السهرة التي استمرت حتى منتصف الليل. فرقة ديموقراطوز تنقذ السهرة الثانية و بالرغم من التغيير الذي طرأ على البرنامج فقد كانت الليلة الثانية من المهرجان ليلة متعة و فرجة صنعتها فرقة ديموقراطوز المتألقة بمجموعة من الأغاني التي غاصت في عمق الاهتمامات الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية التي يعيشها المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة و خاصة فئة الشباب التي صارت حقلا خصبا للفنانين الذين عرفوا كيف يحولون مشاكله مع البطالة و الدراسة و الزواج و الهجرة و السياسة إلى عمل فني يختلف من طابع غنائي إلى آخر. و أسرت الفرقة التي يقودها الفنان الصادق ديموقراطوز قلوب الشباب و ذكرتهم بليالي تاريخية عايشوها مع لطفي دوبل كانو بالمسرح الروماني و ملعب علي عبده خلال الطبعات السابقة من المهرجان، و تجاوب الجمهور بحماس مع رائعة «من الخضرة للبوليتيك» التي تتحدث عن واقع الممارسة السياسية لدى فئة جديدة من رجال المال و الأعمال الذين يبحثون عن السلطة و الجاه مدعومين بقوة المال التي أصبحت مؤثرة في العمل السياسي، حيث تصور الأغنية واقع هؤلاء الأثرياء المتوجهين بقوة إلى عمق السياسية «من الخضرة للبوليتيك نرفد البطاطا في لا فاليز ديبلوماتيك، من الخضرة للبوليتيك نلبس كوستيم و نجيك». و في أغنية أخرى تتحدث الفرقة المكونة من عازفين بارعين و مطرب متمكن عن واقع الشباب الجزائري و خريجي الجامعات الذين يعانون من البطالة و فقدان الأمل أحيانا «قرينا قرينا حتان عيينا و غلقوا علينا البيبان ، قرينا و فهمنا الحقيقة نروحو لتيميمون و نعيشو في قيطون» ، «لا بطاطا لا خرشف حتى لبحر نشف» و رددت الفرقة مجموعة أخرى من أغانيها المعروفة «مازال مازال» ، « أنا جزائري» ، «لا باغي تخدم آنبوسيبل» و غيرها من الأغاني المعبرة عن هموم و أحلام و تطلعات الشباب الجزائري المتمسك بوطنه و المعتز بتاريخ أجداده. و كانت الأغنية العاطفية حاضرة أيضا في برنامج الفرقة «أرواح تخطبني» ، «راني مسكون راني مسحور دارولي لبخور». و طالب الجمهور بمزيد من الأغاني و أجبر الفرقة على البقاء مدة طويلة على منصة الأداء مرة بالغناء الجماعي و المنفرد و مرة بالعزف الموسيقي الجميل الذي تجاوب معه الجمهور و أشعل أضواء الهواتف بالمدرجات و هو يردد مع الفرقة التي صنعت واحدة من أجمل ليالي كالاما المتعطشة للفن الراقي و المعبر بحق عن الواقع المعاش و عن الأحاسيس و المكبوتات و العواطف الإنسانية. سمير تومي على خطى رابح درياسة و الشاب عباس مسك الختام غادرت فرقة ديموقراطوز المنصة تحت تصفيق حاد من الجمهور و صعد سمير تومي الذي ردد عدة أغاني عاصمية بينها «الزين اللي عطاك الله» ، «لابسة جلابية» ، «يا الحوتة شوقتيني». و لم يلق الطابع العاصمي تجاوبا من الشباب القالمي المتعطش لطابع الراي و الراب و طبوع غنائية عصرية مما دفع بالمطرب إلى الانتقال إلى تراث فني قديم و ردد عدة أغاني شهيرة للمطرب رابح درياسة «الممرضة» ، « نجمة قطبية» و أغاني أخرى من التراث الغنائي القديم. و كان الشاب عباس الذي عوض هواري الدوفان مسك ختام السهرة الثانية بمقاطع من أغاني الراي التي نالت إعجاب الجمهور الذي تابع السهرة إلى النهاية رغم انخفاض حاد في درجات الحرارة بعد الحادية عشرة ليلا. و اشتكى المتابعون لمهرجان الموسيقى الحالية بقالمة من مشاكل خارج الملعب حيث انتشرت مجموعة من الشباب تجبر أصحاب السيارات على دفع حقوق التوقف على طول الشارع الرئيسي المقابل لحي 8 مارس مما دفع بأصحاب السيارات إلى البحث عن مواقف أخرى وسط المدينة بعد منع التوقف بعدة نقاط حول الملعب الذي يحتضن التظاهرة الفنية.