رسم رئيس الحكومة الأسبق ومؤسس حزب طلائع الحريات، صورة قاتمة عن الواقع السياسي، الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، وقال بان تأسيس حزبه في هذه المرحلة هو «إذن بقبول رفع التحدي ومواجهة الشدائد»، واعتبر بان حقوق الجزائريين في الوطن غير قابلة للتصرف وحرياته غير قابلة للتقادم، وأكد بان حزبه سيكون مفتوحا للمناضلين الذين يحملون قناعات وليس فضاء جديدا للمتجولين السياسيين. نفى على بن فليس رئيس الحكومة الأسبق، أن يكون حزبه «طلائع الحريات» مفتوحا أمام المتجولين السياسيين، وقال بن فليس في تصريح للصحافة على هامش أشغال المؤتمر التأسيسي لحزبه أمس بفندق «الهيلتون» أن حزبه «يجمع أصحاب الأفكار السياسية والقناعات وليس منبرا للمتجولين السياسيين»، ورفض بن فليس الرد على التصريحات التي أطلقها ضده الأمين العام للافلان، عمار سعيداني، وقال بن فليس بأن أخلاقه السياسية تمنعه من التهجم على الأشخاص. بن فليس رسم في الكلمة التي ألقاها أمام المندوبين والشخصيات التي حضرت بداية المؤتمر التأسيسي لحزبه، صورة قاتمة عن الواقع السياسي والاقتصادي للبلاد، وقال بان المؤتمر التأسيسي لحزبه لا يجب أن يُختزل في اعتباراته الشكلية والإجرائية فقط. بل كما قال هو «بداية مسار لنساء ورجال مصممين بأن لا يبقوا ساكتين معتزلين أو غير مبالين، بينما الأمة مُرهقة بالمحن»، واعتبر بأنه حان الوقت للخروج من كل الطرق المغلقة، مشيرا بان إنشاء حزب سياسي في هذه الظروف التي تمر بها البلاد هو إذن القبول برفع التحدي، ومواجهة المحن والشدائد. إننا نقبل إذن برفع هذا التحدي، ومواجهة المحن والشدائد التي تنتظرنا وبذل التضحيات المطلوبة. كما انتقد بن فليس، الممارسات السياسية للنظام، والذي لا يبقى –كما قال- سوى توليفة موسيقية واحدة «هي توليفته ولا يسمح لأي صوت مخالف». مضيفا بان النظام السياسي لم يتمكن فقط من جعل إنشاء الأحزاب السياسية إشكالية في حد ذاتها بل أفقد النشاط السياسي وممارسة السياسة والنضال السياسي كل مصداقية. من خلال التشكيك في كل نضال خارج المحيط الضيق لدا عميه، واعتبار النضال السياسي كعمالة لصالح العدو. وأكد بن فليس، بأن حزبه عازم على التفاعل بقوة مع الأحداث السياسية، مضيفا بان حقوق المواطنين غير قابلة للتصرف وحرياته غير قابلة للتقادم. مبرزا، بان «الوضعية السيئة» التي آلت إليها البلاد، كفيلة بتبديد التردد وتدفع لمواجهة كل الحواجز والذهاب أبعد من كل الأسباب المثبطة والتي هي حقيقية وعديدة. وفي الشأن الاقتصادي، تأسف بن فليس، على تضييع فرصة «عشرية كاملة من الوفرة المالية غير المسبوقة»، والتي من المؤكد أنها لن تتكرر، والتي منحت للجزائر فرصة ذهبية لبناء اقتصاد بمعنى الكلمة ولكنها –حسب قوله- لم تستغل. مشيرا بان نجاعة الاقتصاد لا تقاس بحجم المبالغ المالية المخصصة له بل بقدرة هياكله على امتصاص هذه المبالغ والاستفادة منها وتحويلها إلى وسيلة لخلق ثروة جديدة. مشددا على ضرورة إطلاق إصلاحات هيكلية لإعادة بعث الاقتصاد الوطني. وكشف بن فليس، بإن المؤتمر التأسيسي لطلائع الحريات، سيعلن موقفه تجاه كل هذه المسائل وغيرها من الأمور المتعلقة بخطورة الوضعية التي يمر بها بلدنا. وسيتبنى المؤتمر المشروع السياسي للحزب والذي سيكون محل تقييم، سيناقش المؤتمر ثماني لوائح، تتعلق بالوضع السياسي، الاقتصادي، والحالة الأمنية للبلاد، إضافة إلى الوضع في بعض الولايات الجنوبية، ومن المتوقع أن ينتخب المندوبون اليوم رئيس الحزب.