كشفت أمس مصادر موثوقة للنصر أن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية أم البواقي، باشروا خلال الأيام القليلة المنقضية تحقيقات مكثفة مع قابلات عيادة الولادة سليمان عميرات في قضية تتعلق بوفاة رضيع داخل العيادة بسبب ما أرجعه أهل الضحية إلى الإهمال الواضح، وفي المقابل تكشف مصادر من داخل العيادة بأن القابلات لم يدخرن جهدهن لإنقاذ الرضيع المتوفي، وبين هذا وذاك أمر وكيل الجمهورية بعرض جثة الرضيع على التشريح الطبي في انتظار ما سيخلص له الطبيب الشرعي. التحقيقات الأمنية انطلقت عقب شكوى تقدم بها أهل الرضيع المتوفي لوكيل الجمهورية بمحكمة أم البواقي الابتدائية، وهي الشكوى التي يكشف من خلالها أصحابها بأن المسماة (ق.ر) والدة الرضيع تعرضت لجريمة بشعة ارتكبت حسبهم عمدا من طرف الفريق المناوب للقابلات، ومن خلال شكواهم التي تحوز النصر نسخة منها فالمعنية قضت ليلتها تصرخ وتتنقل بين الغرف بحثا عن القابلة أو أية موظفة راجية منهن مساعدتها على الولادة، لترد عليها إحدى القابلات في كل مرة بأن موعد ولادتها لم يحن بعد، وتعود القابلة نفسها للنوم في غرفتها، لتبقى الزوجة على تلك الحالة التي وصفت بالكارثية تصارع لوحدها، حتى خروج جزء من رأس مولودها لتدخل القابلة بحسب نص الشكوى في ارتباك بعد فوات الأوان أين اختنق المولود ومات في رحم والدته. الشكوى بينت بأن القابلة أخذت تتحجج بأن سبب الوفاة هو الحبل الصري المتسبب في الاختناق، في حين أن الزوجة رأت بأم عينها بأن الحبل الصري كان موجودا بشكل عادي بعيدا عن جسم المولود ولا علاقة له بالوفاة، ومولودها كان على قيد الحياة قبل فترة وجيزة من خروجه، مرجعة سبب الوفاة إلى الإهمال. وذكرت الزوجة بأنها وزوجها مصرين على متابعة المتورطين جزائيا، بالنظر للمعاناة التي يعيشانها جراء فقدانهما لمولودهما الأول، بسبب الجريمة الشنعاء التي اقترفت بحسبهم دون أية إنسانية، وهي جزء من معاناة باتت تعيشها الحوامل بدائرة أم البواقي وجعلت العيادة تتحول إلى هاجس وما يشبه الكابوس عند اقتراب آجال وضعهن مواليدهن، وكيل الجمهورية من جهته أعطى أمرا بتشريح الجثة لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة، في الوقت الذي باشر عناصر الأمن إجراءات استماعهم لإيفادات القابلات المناوبات تلك الليلة. مصدر من داخل العيادة كشف بأن فرقة المناوبة استقبلت المعنية في حدود الساعة الثانية فجرا وولادتها كانت على الرابعة إلا ربع فجرا وبصفة طبيعية، والزوجة مكثت في قسم الولادة الطبيعية وليس في قسم الولادة ذات الخطورة العالية. وبحسب المتحدث فالقابلة عاينت السيدة أكثر من مرة، مولودها وضعته حيا وتوفي بعد ساعة إلا ربع خارج رحمها، بعد كل محاولات إنعاشه، مستبعدا مشهد رؤية السيدة للحبل الصري لابنها كونها لا تستطيع أن تفعل ذلك وهي على طاولة الوضع. محدثنا بين بأن العيادة تتوفر على 4 فرق مناوبة للقابلات وهم الذين يعاملون كل الحوامل معاملة واحدة بحثا عن صحتهم وسلامة مواليدهن وخوفا من أخطاء قد تنجر عنها متابعات قضائية.