وزارة التربية تدقق في احتساب المعدلات تتمسك وزارة التربية بالكشف عن نتائج البكالوريا يوم الجمعة 10 جويلية، رافضة أن يتم ذلك قبل التدقيق في عملية تجميع النقاط واحتساب المعدلات، في وقت تواصلت أمس عملية التصحيح الثالث على مستوى بعض المراكز. أفادت مصادر من وزارة التربية الوطنية تمسك الوزيرة نورية بن غبريط بالإفراج عن نتائج البكالوريا يوم 10 جويلية الجاري وفق ما وعدت به سابقا، ومن المزمع أن يتم ذلك بداية من منتصف الليل على مستوى الموقع الإلكتروني للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، في وقت أفادت ذات المصادر استمرار عملية التصحيح الثالث على مستوى عدد من المراكز إلى غاية نهار أمس، مما يجعل عملية تصحيح أوراق البكالوريا لهذا العام الأطول، بسبب استغراقها أزيد من أسبوعين، ويعود ذلك إلى ارتفاع عدد المرشحين الذي فاق 800 ألف ممتحن، فضلا عن قلة عدد الاساتذة المصححين، جراء رفض الكثير ممن استدعتهم الوزارة الالتحاق بمراكز التصحيح، التي شهدت عجزا فادحا. وبحسب ما تسرب من مراكز التصحيح فإن الأخطاء التي وردت في بعض أسئلة الامتحانات على غرار مادة اللغة العربية بالنسبة للشعب العلمية، تم أخذها بعين الاعتبار، بطريقة خدمت كثيرا مصلحة التلميذ، ويعد ذلك من بين أسباب ارتفاع نسبة النجاح المتوقعة مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما يؤكده الناطق باسم نقابة الكنابست مسعود بوديبة، الذي أفاد بأن الأخطاء التي ترتكبها الإدارة دائما تكون في فائدة التلميذ، متوقعا أن تكون نسبة النجاح أفضل في شعبتي العلوم الطبيعية وتقني رياضيات، بدعوى أن الأسئلة كانت عادية، ما عدا مادة الرياضيات، فضلا عن اعتماد الوزارة على سلم تنقيط يحفز الأسئلة المباشرة ويمنحها أكبر قدر من النقاط، فضلا عن تسلسل المواضيع من بسيطة إلى متوسطة، إلى الاسئلة التي تحتاج إلى تحليل. ويتم حاليا تجميع النقاط التي يتم إرسالها من مراكز التصحيح لإدراجها في برنامج للإعلام الآلي قصد احتساب المعدلات، إذ يعتبر كل من حصل على معدل يساوي أو يقل عن 10 ناجحا في شهادة البكالوريا، وسط توقعات تسجيل بعض التفوقات خاصة في الرياضيات والعلوم، وبنسبة أقل في شعب الآداب، على أن تحتل شعبة اقتصاد وتسيير المرتبة الأخيرة من حيث مستوى المعدلات، بسبب صعوبة الأسئلة، وأيضا طبيعة مستوى التلاميذ الذين يحالون إلى هذه الشعبة، وفق اعتقاد عاشور إيدير رئيس نقابة الكلا، الذي قلل من تاثير ظاهرة الغش على النتائج، بدعوى انها كانت جد ضئيلة مقارنة بالسنوات الماضية. في حين أظهر اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ قلقه بشأن النتائج المرتقبة، بدعوى أنه إذا كانت نسبة النجاح في حدود 50 في المائة، معناه أن أزيد من 400 ألف تلميذ يواجهون مصيرا مجهولا، ويعتقد رئيس التنظيم خالد أحمد بان التزام الوزارة الوصية باستلام حوالي 70 ثانوية جديدة مع الدخول المدرسي المقبل، من شأنه أن ينقذ حوالي 60 إلى 70 في المائة من الراسبين، من خلال تمكينهم من إعادة السنة ومنحهم فرصة أخرى للنجاح، أو استحداث أقسام خاصة، ليضاف عددهم إلى التلاميذ الذين انتقلوا إلى السنة الثالثة ثانوي، بمعنى ان الوزارة ستواجه نفس الضغط تقريبا الذي ميز بكالوريا هذا العام. ويؤرق الأولياء أيضا العدد الكبير لتلاميذ السنة الرابعة متوسط الذين أحيلوا إلى الحياة العملية جراء إخفاقهم في الانتقال إلى المرحلة الثانوية، وقدر عددهم اتحاد أولياء التلاميذ بأزيد من 250 الف تلميذ، بسبب تراجع نسبة النجاح هذا العام إلى 53 في المائة، والتي عكست حسب الوزيرة المستوى الفعلي للتلاميذ.