العائلات تفضل الهروب إلى هذه الجنات التي تجري من تحتها الأنهار تتحول غابة إيعكوران صيف كل عام ، وتحديدا نهاية كل أسبوع إلى متنزه تقصده العائلات للراحة والإستجمام والهروب من الحر والرطوبة ، نظرا لمناخها الصحّي المشبع بالأوكسجين.يستقطب هذا الفضاء الطبيعي الخلاب الواقع أقصى شرق ولاية تيزي وزو، على بعد نحو 70 كلم ، المئات من الزوار لقضاء أوقات من الراحة و الإستجمام في فصل الصيف . رغم أن الغابة تقع على مستوى الطريق الوطني رقم 12، الرابط بين ولايتي تيزي وزو و بجاية الذي يشهد حركة كبيرة لمختلف أصناف المركبات ، خاصة الوزن الثقيل ، إلا أن سحر المكان و جماله يجذبان العائلات التي تتوافد عليه ، بأعداد كبيرة للإستمتاع بنقاوة الهواء في المساحات الخضراء الشاسعة من الغابة الكثيفة التي تحتوي على أنواع كثيرة من الأشجار المعمرة منذ عقود طويلة ، تكاد تعانق السماء . أغلبها من البلوط والفلين. أكثر ما يجلب السياح إليها ، تلك المعارض المقامة على جانب الطريق للصناعات التقليدية لاسيما الفخار. حيث يتحول المكان في فصل الصيف إلى فضاء تجاري تباع و تشترى فيه كل أنواع التحف التقليدية والتي لا يمكن العثور عليها في فضاءات أخرى. لا يتكبد المتنزهون أي نفقات مالية في غابة إيعكوران ، إذ يحرصون على إحضار كل ما يحتاجون إليه من طعام وشراب من البيت أو من المحلات المجاورة للمكان. السيد علي أميار ، رب عائلة قادم من بلدية ذراع بن خدة غرب تيزي وزو، قال أن إنعدام المساحات الخضراء في المدن ، وغياب مرافق الترفيه ، ضف إلى ذلك إرتفاع درجات الحرارة والرطوبة ، عوامل دفعت به إلى التجول في غابة إيعكوران التي أبدع فيها الخالق . مشيرا إلى أنه يأتي إليها ، رفقة أبنائه وزوجته لقضاء كل نهاية أسبوع منذ بداية موسم الحر، تحت ظل الأشجار للإستمتاع بين أحضان الطبيعة العذراء بنسيم منعش و سحر المكان الذي زادته قردة الماغو والمنابع المنتشرة على طول الطريق جمالا. وإستطرد محدثنا قائلا: « إنه مكان جميل ، نقصده للراحة والتمتع بمنظر الطبيعة الخلاب والهروب من الحر والرطوبة و الفضاءات المغلقة . نجده المكان الأنسب والبديل عن البحر والشاطئ . بلادنا جنة فوق الأرض تمتلك مؤهلات طبيعية خلابة و ثروة وطنية لا توجد في بلدان أخرى «. من جهتها تقول السيدة نعيمة . م : «هربنا من الحر لنجد الملاذ المنعش والهواء العليل في غابة إيعكوران. الأولاد يجدون السعادة تحت ظلال الأشجار ، يلعبون ويمرحون بكل حرية في هذا الفضاء الطبيعي دون أن ينهرهم أحد ".