الحضيرة الوطنية المداد ثنية الحد تحوّلت الفضاءات الغابية لولاية تسمسيلت إلى مرافق استجمامية هامة خلال هذا الصيف الحار،.حيث تستقطب الحظيرة الوطنية للأرز "المداد" 3 كلم عن مركز بلدية ثنية الحد (50 كلم عن عاصمة الولاية تيسمسيلت) . على امتداد ثلاث هكتارات على علو مقدر ب1923م بجمال مناظرها الطبيعية،الساحرة العائلات بحثا عن أوقات الراحة في أجواء منعشة وهادئة قد تنسيها بعض الشيئ الجو الحار الذي تشهده المنطقة هاته الأيام . وتسجل غابة "المداد" توافد كبيرا خاصة مع عطلة نهاية الأسبوع عدد كبير من العائلات القادمة من عدة ولايات كتيارت والجزائر العاصمة و تيبازة و مستغانم والمدية و الشلف وعين الدفلى بالإضافة الى العائلات التسمسيلتية حيث تقصد هذا الحضيرة من أجل الاستجمام وأخذ قسط من الراحة في أحضان الطبيعة الخلابة. والزائر لحضيرة الأرز المداد بثنية الحد يلاحظ الإقبال الكبير للعائلات التي تبدأ في التوافد خاصة بعد صلاة العصر، حيث يملأ الممارسون للرياضة المكان في مشهد مليء بالحيوية والنشاط، ومن المناظر الجميلة أن نرى مسنين ينافسون الشباب في رياضة العدو وإزالة الدهون، فيما يقوم آخرون بعد عملية الإحماء والجري بتنظيم مقابلات في كرة القدم، يحاكيهم في ذلك الأطفال الذين يتدفقون على المكان لسببين إثنين، أولهما وسائل الترفيه كالمزحلقات والسلالم التي تستقطب عدداً هائلا من الصغار، وكذلك من أجل تقاذف الكرة المستديرة. وتعدّ غابة الأرز الأكثر استقطاباً للرواد،. وحسبما لاحظناه بعين المكان، فإن الأولياء يصطحبون أبناءهم ويساعدونهم في استعمال الأرجوحات وتجهيزات اللعب والتسلية، فيما يتسابق آخرون ويمرحون وسط الأشجار الوافرة الظلال والأراضي المنبسطة المغطاة بالأوراق. وقال احمد من ثنية الحد أنه يصطحب ابنتيه وابنه الصغير عندما يعود إلى المنزل مبكراً بعد يوم من العمل المتعب، قائلاً إنه يضرب عصفورين بحجر واحد فهو يستريح من نصب العمل وضجيج المدينة، وسط هواء منعش وهدوء مضمون، ويُمكّن فلذات كبده من اللعب وتطليق أجواء الدار والحي الضيق. أما سفيان فهو أكبر الأبناء، يرافق إخوته الأربعة نحو الغابة التي تستقطب أبناء حيه والأحياء المجاورة وغيرهما، وحسبه فإن الأمهات لا يجدن حرجاً في توجيه أبنائهم نحو الغابة، عكس الذهاب إلى البحر المحفوف بمخاطر الغرق، مشيراً إلى أنه أصبح مداوماً على لعب الكرة واستدعاء أبناء الحي للمشاركة والاستمتاع بأجواء الغابة. وأكد أحد المواطنين أن غابة الأرز صارت ملاذاً للعائلات التي تكمل يومها بالغابات، ولا يغادرونها إلاّ عندما تغيب الشمس، حيث تجد النسوة ضالتهن في الجلوس تحت الظلال يراقبن أبناءهن وهم يلعبون ويمرحون. وتبقى أسرار التوافد الكبير لهذه العائلات على هذا المكان الجذاب مرتبط بعدة مميزات أهمها الجو اللطيف خاصة في فصل الصيف وما يزخر به من مؤهلات ومناظر طبيعية متنوعة ومتناسقة عل غرار موقع نقطة التقاء أشجار الأرز بالمدخل الشمالي للحظيرة الذي يجذب و يخطف النظر من الزوار حميد الونشريسي