أحمد حمدي :شاعر، عميد كلية العلوم السياسية والإعلام للشاعر الراحل محمود درويش علاقة وطيدة بالجزائر، فقد كان منذ بداياته الأولى متعلّقا أشد التعلق بالثورة الجزائرية، وأذكر أنه كتب قصيدة للجزائر حملت عنوان '' ليتني كنت بائع خبز في الجزائر'' التي أرسل بها من الأراضي المحتلة لتُنشر في جريدة المجاهد الأسبوعية سنة ,1966 وقد زار الجزائر في السبعينيات وألقى بعضا من قصائده الشعرية بقاعة الموفار، واستمرّت العلاقة الوطيدة التي تربطه بالجزائر كذلك خصوصا وأنها حرصت على أن يكون اتحاد الكتاب الفلسطينين موحّدا وبعيدا عن الانقسامات التي ظهرت خلال الحرب الأهلية في لبنان .1988 محمود درويش كان من بين أعلام الشعر العربي والعالمي الحديث، لأن أشعاره ليست مجرد كلمات أو ترف كلامي، بل هي أشعار تخدم الثورة الفلسطينية والقضايا الإنسانية، كما تعتبر نموذجا للشعر الإنساني الملتزم بقضايا الشعوب ومصيرها· وتأثير درويش حتى بعد رحيله في الأجيال السابقة سيكون له صدى كبير خلال كتاباته التي تمزج بين الموسيقى العربية القديمة والروح الشعرية الحديثة، وهو من كان يحوّل الكلمات العادية إلى نفسٍ شعريٍ متميز فمزج بين غنائية نزار قباني ونضالية بدر سياب ورؤى أدونيس· أحمد سليم أيت وعلي :إعلامي فقدان الشاعر الراحل محمود درويش خسارة كبيرة للشعر العربي والعالمي، ولا أظن أن فترته ستعود ولو بمرور ألف سنة· كان درويش شاعرا استطاع أن يفرض الاحترام بين الصديق والعدو، وخلال معالجته للقضية الفلسطينية والقضايا العربية بشعره الذي كان يقدمه بهدوء يخفي ثورة دائمة وعارمة· ويجوز للعرب أن ينسوا كل الناس ما عدا درويش فهذا محرم، والاحتفال بذكرى رحيله الأولى يجب أن تكون بداية للترجمة والتغني بأعمال محمود درويش· وخلال ترجمتي لأعماله إلى الأمازيغية كنت أحس وكأنه معي وكثيرا ما أجد صعوبات في ترجمة شعر أدونيس أو سميح القاسم ولكنني لم أجد أي صعوبة في ترجمة شعر درويش· علي ملاحي :شاعر وناقد محمود درويش ياقوتة الأدب العربي بشكل خاص والشعر العالمي بصفة عامة بنثره وشعره، لما يتميز به من جماليات خاصة لم يتمكن المبدعون العرب من إنشائيات محمود، لأن أعماله كانت ذات خصوصية لغوية خاصة وأنها تُبنى على بنية عاطفية، وقد رشح نفسه بجدارة ليكون مقاما من مقامات الأدب العربي والإنساني· وبالنسبة للقضية الفلسطينية، كان درويش الجوهرة الناظرة الذي يستحق كل الاحترام والتقدير والاعتزاز لما قدمه للأدب والإنسانية، ولا بد من الإقرار بأنه حالة إنسانية جمالية وثقافية، كما يجب التنويه بريادته الشعرية التي أهلته ليكون شاعرا عربيا وعالميا، وحتى الرسائل العلمية التي يعمل عليها الطلبة الجامعيون حول هذه الشخصية لا تتوقف عند حدّ ما· درويش كان شاعر القضية وذا نكهة لغوية وإنسانية وتاريخية رفيعة ومتنوعة، ولهذا يجب أن نقر له بهذا المحفل الجمالي الرائد في عالم الشعر والكتابة ولا يمكن أن نجد له مثيلا، وتبقى تجارب بعض الشعراء والكتاب الذين انتهجوا سبيله مجرد احتكاك بهذه الظاهرة اللغوية التي تسمى درويش· وفي ذكراه الأولى يجب الإقرار بشاعريته وبعث تراثه الشعري باعتباره شاعر القضية الأكبر دون منازع، ولا بد من الجامعة العربية وضع اسمه ضمن أولويات الأسماء الكبرى، وذلك من خلال وضع اسمه على رأس المراكز الثقافية وكذا تمجيده بمختلف الأشكال وتفسير أشعاره وتخصيص ملتقى دولي على الأقل لهذه الشخصية الظاهرة· حكيم ميلود :شاعر محمود دويش كان ومازال شاعرا مهما، ورحيله يعتبر خسارة كبيرة للشعر العربي والإسلامي، وبفقدانه فقد الشعر العربي أحد أسمائه إذا لم نقل أهمها في الفترة المعاصرة· وقد وضعته تجربته في مصاف الشعراء الكبار الذين قدموا أسما القيم الإنسانية، ولهذا فالاهتمام بهذه الشخصية الكبيرة بعد وفاتها يجب أن يزداد، ويجب أن تتحقق المشاريع التي كان من المنتظر أن تُنجز بعده· وما نأسف له هو ما نسمعه من أخبار عن قبره الذي كان من المفروض أن يتحوّل إلى متحف أو مركز ثقافي كبير، وبالعكس من ذلك أهمل· كان من الضروري أن يستمر حضوره بتحويل ذكراه إلى لحظة من التأمل في محاولة لجعل حضوره بالبعد الأكبر الذي يستحقه· والوفاء لتجربة دويش هو تشجيع للمواهب الفلسطينية والعربية التي يجب أن تخلص له على الصعيد الشعري والنضال والقضية الفلسطينية· طيبي نور الدين :شاعر الكثير من الكلام لا يكفي من أجل وصف الشاعر الكبير محمود درويش، في مثل هذا اليوم تمر سنة على ذكرى فقدانه، ولا يمكن أن نقول أن الشاعر قد مات، ويمكن اعتبار ذكرى رحيله بمثابة يوم لاستحضار قيم الكتابة والقيم الإنسانية التي ميزته عن غيره من الشعراء، وقد كان من صناع الخلود وتحيز لكل ما هو جميل· وجسدت مسيرته الإبداعية معاناة الإنسان والشاعر والمبدع العربي الذي وجد نفسه في كل مكان، فكان الشعر وسيلته الفتاكة لفك الحصار وليحتل في هذا العالم مكانا ومكانة خاصة، ومحمود درويش قامة من قامات الشعر العربي والعالمي مثله مثل المتنبي ولهذا لا يمكن أن يموت · سليمان جوادي :شاعر تمر سنة على رحيل الشاعر الكبير محمود درويش، وبفقدانه فقد الشعر العربي والشعر العالمي أحد أعمدته، وخلال سنة كاملة ونحن نبحث عن هذه القامة الشعرية، ولكنه سيبقى من الشعراء الذين ستتذكرهم كل الأجيال تماما مثل المتنبي الذي كان من أعمدة وصناع تاريخ الشعر العربي· كنت أقول بعد وفاته أنه صاحب فكرة رددها ''لا نستحق الحياة على هذه الأرض'' فتحدته الأرض فضمته وحضنته إليها، تاركة روحه موزعة بين عاشقيه ومحبيه من الشعراء· وأعتقد أن عالم الشعراء لم يستفق لحد الآن من صدمة فقدان محمود درويش، وبقينا ننتظر هل حقا مات درويش، ولكنه سيبقى حيا ما بقيت أشعاره الجميلة التي لا تموت، وما لم تلد هذه الأرض شاعرا بحجمه وبروعة أشعاره الخالدة·