اعتصم أمس، المئات من «المقصيين» من قوائم السكن في عمليات الترحيل الأخيرة التي مست أحياء هشة، أمام مكتب الإحصاء «سو» بالمنطقة الصناعية بالما بقسنطينة، بعد أشهر من الهدوء حيث طالب المحتجون بإدراجهم ضمن العمليات المقبلة. وتجمع العشرات من سكان حي الثوار منذ الصباح بمدخل مكتب الإحصاء بناء على موعد حدد مع ممثلين عن جمعية الحي، حيث تفاجئوا بعدم استقبالهم من طرف مدير مكتب سو ورئيس الدائرة، ما تسبب في غضب السكان وتحول المكان إلى مسرح للفوضى. وشدد ممثلو جمعية حي ثوار على ضرورة فتح باب الحوار و برمجة عملية إحصاء جديدة واستفادة جميع العائلات المستحقة من السكن، كون العملية الأولى التي أشرفت عليها لجنة الحي بالاشتراك مع مكتب الدراسات سو كانت برأيهم «عشوائية» ، خاصة وأن قائمة المستفيدين تضمنت، حسبهم، أسماء عديدة لغرباء عن الحي، حيث طالبوا بإيفاد لجنة تحقيق وتعليق قائمة 1100 سكن التي خصصت لفائدة سكان الحي، كما تحدثوا عن أحقية أزيد من 250 عائلة محصية يقولون أنها تعرضت للإقصاء ، منتقدين إسقاط المحصيين من فئة العزاب الذين تتجاوز أعمارهم 35 سنة و المتزوجين حديثا، و كذلك الأرامل ومن عقدوا قرانهم منذ سنة. وذكر ممثلون عن حي «البودريار» القصديري، بأن عملية الترحيل الأخيرة أقصت عددا من السكان القدماء للمكان، الذين لا يزالون يعيشون في أكواخ تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة من غاز وكهرباء وماء، ناهيك عن انتشار الردوم والمزابل بكثرة بالقرب من منازلهم، حيث طالبوا بضرورة إحصاء جميع القاطنين المتبقين وتحويلهم إلى سكنات لائقة تضمن لهم كرامة العيش باعتبار أن عددهم قليل على حد قولهم. ويشترك ممثلو أحياء شاركوا في الاحتجاج، على غرار أرض «بسطانجي» وحي المالح بالإضافة إلى القماص "وباردو"، في نفس المطالب سيما ما تعلق بحالات العزاب والمتزوجون حديثا.