مخرجون ومنتجون سرقوا ألحاني في أعمالهم التلفزيونية "أحظى بالإعجاب والتقدير والعرفان في بلدان الشرق والغرب التي استمع أبناؤها لموسيقاي الروحية، وفي بلادي أعاني الاقصاء والتهميش والقرصنة.. تسرق مني معزوفاتي جهارا نهارا لتستخدم في الومضات الاشهارية ومختلف الحصص والبرامج الاذاعية والتليفزيونية وكذا الكليبات الغنائية والأفلام والمسلسلات ومن بينها أذكر مسلسل "ذاكرة الجسد" لنجدة أنزور، قال الموسيقار المبدع محمد روان، مشيرا الى أن مسؤولي قناة "الجزيرة" و"راديو فرانس" اتصلوا به وطلبوا منه الترخيص لهم ببث معزوفاته فاشترط فقط ذكر اسمه. الموسيقار العالمي أوضح في اتصال بالنصر، بأن كافة معزوفاته مسجلة في الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، لكن مصالحه لم تحقق في القرصنة التي يتعرض لها يوميا.. مشيرا الى انه سبق وأن وافق على أن تستخدم معزوفتين من تأليفه كموسيقى تصويرية في المسلسلين التليفزيونيين "شهرة" للمخرج بشير بلحاج، "الليالي البيضاء" لعمر تريباش، ويفتخر بمرافقة موسيقاه الروحية للاعلان عن الآذان للصلاة. وكل ما في الأمر أنه يتمنى أن يطلب الاذن منه - كما أكد- ويذكر اسمه لدى بث مؤلفاته في الاذاعة والتلفزيون الجزائري حتى لاتتقاضى شركات انتاج خاصة أجرا عنها! وشدّد: "أجد معزوفاتي كل يوم طيلة ست سنوات في مختلف الحصص والبرامج باستثناء الأحوال الجوية (يضحك) وألوذ بالصمت والصبر ، في انتظار التفاتة تقدير واعادة نظر في هذه الممارسة...". وشرح بأنه نذر موهبته وحياته لامتاع الناس بموسيقى روحية ترتقي بهم وتطهير قلوبهم وتصقل أذواقهم وتخفف آلامهم ومعاناتهم ويعتبر نفسه من مؤسسي التداوي أو العلاج بالموسيقى في بلادنا، متمنيا أن تتسع دائرة استعمالها العلاجي النفسي والعضوي لتشمل كافة العيادات والمستشفيات فقد أدرك -كما قال- "كل العالم أهمية الموسيقى كوسيلة لتخفيف الألم والسمو بالذات، وقد آن الأوان لنلتفت اليها نحن أيضا، ونستعملها للتداوي".. وأشار محدثنا الى أنه يعتز ببث بعض عيادات طب الأسنان الخاصة بالجزائر لمعزوفاته للتخفيف من أوجاع المرضى.. وبتجارب كثيرة عاشها مرضى آخرون أقبلوا على شراء ألبوماته لنفس الغرض.. وأضاف بأن العديد من المستشفيات في فرنسا وانجلترا وألمانيا والولايات المتحدة تستثمر ابداعاته للعلاج وهو جدّ فخور بذلك. وبخصوص رحلته من الفلامنكو الى الشعبي والجاز ثم الموسيقى الروحية قال بأن الأمر مرتبط بحلم فقد سمع أول معزوفة روحية وهو نائم..فالتحم في أذنه وذاكرته صوت آذان الفجر بتلك القطعة واعتبرها رسالة ربانية غيرت مجرى حياته وصنعت انطلاقة جديدة في مساره.. كان ذلك في ليلة من ليالي سنة 2002.. وأسرّ الينا بأنه تعلم العزف على آلة ال "أرمونيكا" منذ أن كان في الخامسة من عمره وأحبّ الموسيقى لكنه أحبّ أكثر كرة القدم وقد توجه في سنة 1990 الى الترويج ليصقل موهبته الرياضية، لكنه التقى هناك بموسيقيين طوروا وصقلوا مواهبه الفنية وعندما عاد في سنة 1991 الى الجزائر، قرر أن يدرس الموسيقى الأندلسية فقال بخصوص هذه التجربة : "لم أستطع التقيد بنفس القالب من الألحان، وفي كل مرة يضبطني الأستاذ متلبسا بالارتجال فطردني.. وهذا أفضل شيء قام به (يضحك)" وشدد : "أنا عصامي... كونت نفسي بنفسي، وصقلت قدراتي بالاستماع الى كل الأنواع الموسيقية الجزائرية والعالمية والاحتكاك بكبار الفنانين..." وأشار الى أنه كون أول فرقة فنية في سنة 1992 تحت اسم "ميديتيرانيو" ثم فرقة "تريانا الجزائر" لكنه قرر ابتداء من سنة 2002 أن يواصل مساره الفني بمفرده فطرح أربعة (04) ألبومات موسيقية في السوق وشارك في بعض الحفلات في الجزائر الكثير من الحفلات مختلف أنحاء العالم... محققا حلم العالمية بالرغم من أنه لا يزال يعاني التهميش والاقصاء في بلاده حيث يتم تغييبه عن جمهوره الواسع على حد قوله. وفي ما يتعلق بمشاركته في الحفل الخيري الذي أحياه المغني بعزيز بقسنطينة في بداية الشهر الجاري، قال محدثنا بأنه معجب جدا بهذا الفنان وتربطهما علاقة صداقة منذ الصغر ويجد - كما أكد - متعة لا تضاهى في العزف معه لتجسيد مدى حبهما للجزائر - كل على طريقته وأيضا احداث التوازن".. وشرح : "بعزيز يؤدي أغنيات ملتزمة على ايقاعات خفيفة راقصة تثير حماس الشباب، فيتفاعلوا معه بالغناء والرقص والهتاف واتدخل أنا لاحداث التوازن واستعادة الهدوء بمعزوفاتي. وهكذا شاركت معه في احياء الكثير من الحفلات خاصة بتونس وفرنسا، ولا أفكر في تكوين فرقة معه أو مع غيره.. الى جانب الصداقة يجمعنا الاحساس المرهف والرغبة الشديدة في الاتقان". وعن علاقته بألة الموندول، حتى أنه لقب ب "شاعر الموندول" لاتقانه الشديد لعزف مختلف الطبوع بها قال : "هذه الآلة فارسية في الأصل استخدمها الشيخ العنقا في سنة 1935 لأول مرة في الغناء الشعبي وارتبطت به.. فأردت أن أعرف بها شعوب العالم خلال حفلاتي، ونجحت والحمد لله". وبخصوص مشروعه مع الموسيقار نصير شمة قال بأنهما اتفقا على تقديم عمل مشترك، لكنهما لم يحددا بعد تاريخ تجسيده وأضاف بأنه اقترح عليه تعريف طلابه ببيت العود بالقاهرة على آلة الموندول التي انبهر بها وطريقة العزف عليها فنبهه بأنه لم يدرس الموسيقى فردّ : لا أتحدث عن الدراسة والقراءة، اذا أردت أن تقرأ.. اقرأ القرآن... أنا أحببت روحك... اعطي أصابعك وقلبك واحساسك" وأشار الى أن المطرب التونسي لطفي بوشناق اقترح عليه مشروعا مشتركا كما اتصل به مؤخرا شقيق ماجدة الرومي، باعتباره مدير أعمالها ليشترك معها في جولة فنية وبحوزته الكثير من العروض العربية والغربية، لكن لا حياة لمن تنادي بمسقط رأسه، فالمسؤولون عن الثقافة - كما قال - يتجاهلونه وآخر حفل "عمومي" أحياه ببلاده كان في سنة 2007. وبالموازاة مع اتمام ألبومه الخامس "صوت الصمت" سيقوم بجولة فنية بفرنسا في ماي القادم ويحيي حفلات عديدة بكندا وبلدان أوروبية أخرى ويشارك في باقة من المهرجانات الدولية.